أثار التحالف الثنائي بين الأرندي وحزب العمال لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، عاصفة خفية في بيت التحالف الرئاسي، ما جعل الأفالان يمرر رسائله الضمنية ويراجع حساباته، التي ترجمها في آخر اجتماع لقيادته، وردت عليها قيادة الأرندي بالثقيل، بينما قال رئيس التحالف الدوري الحالي، أبو جرة سلطاني، إن ''حمس'' لا تقلقها تحالفات شريكيها خارج دائرة التحالف مادام أن سباق مجلس الأمة يتميز بالظرفية، مؤكدا أنها التزمت في صياغة تحالفاتها بأن لا تكون خارج الأفالان والأرندي• ألقت خرجة التجمع الوطني الديمقراطي بإعلان تحالف مركزي مع حزب العمال تحسبا لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة المقررة هذا الثلاثاء، بظلالها على نجاعة وجدوى التحالف الرئاسي، وفسحت المجال للكثير من التحليلات والتأويلات السياسية حول مستقبل ومصير هذا التحالف الذي غاب مؤخرا عن الساحة السياسية، وإن توافق على برنامج رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، فإنه سجل اختلافا في الكثير من الملفات، كمشروع قانون الولاية والبلدية الجديد، ولم تكن التحالفات المحلية بين الشركاء الثلاثة لانتخابات مجلس الأمة تعكس صورة التحالف• ولم تمانع حركة مجتمع السلم، حسب تصريحات الشيخ أبو جرة سلطاني، في تصريح ل''الفجر''، والذي يقضي أيامه الأخيرة في الرئاسة الدورية للتحالف الرئاسي، في عقد شريكيها تحالفات محلية أو مركزية مع تشكيلات وأحزاب خارج نطاق التحالف، بما فيها تحالف حزب العمال مع الأرندي، مبررة ذلك بكونها ظرفية والتحالف لم يؤسس لانتخابات مجلس الأمة، وما تمانعه ''حمس'' حسب أبو جرة هو تحالفات الشركاء مع أحزاب غير معتمدة، في إشارة منه إلى حركة الدعوة والتغيير غير المعتمدة• ورغم هذه القناعة، فإنه أوضح أن الحركة منعت منتخبيها من إجراء تحالفات خارجة عن نطاق جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي• وأعلنت جبهة التحرير الوطني ظاهريا، على لسان عضو الأمانة التنفيذية ومسؤول الإعلام، السعيد بوحجة، في تصريح ل''الفجر''، أن تحالف الأرندي مع العمال لا يقلقها ولا يرهن مستقبل التحالف، باعتباره أمرا مبنيا على حسابات ظرفية تعيشها التشكيلة السياسية لحنون، منها تأخر أجور نوابها بالبرلمان، غير أن الأفالان في آخر اجتماع للجنة تحضير المؤتمر التاسع جاء موقفه مغايرا وحمل الكثير من الرسائل الضمنية المشفرة تجاه الأرندي، منها إثارة أمينه العام، عبد العزيز بلخادم، للبعد التاريخي لحزبه وأنه ليس وليد فترة الإرهاب أو اعتماد من مصالح الداخلية• كما يكون لإدراج قيادة الحزب لملف الرئاسة الفعلية لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، و الآخر الكثير من الإيحاءات، ناهيك عن إثارة مسألة تعزيز تواجد الأفالان في هياكل الدولة، لا سيما أمام تراجعه في حركة تغيير السفراء الأخيرة، إلى جانب تنافس الكواليس القائم بينه والأرندي ورغبة كل منهما في الظفر بأكبر عدد من مقاعد المجلس الوطني للجالية الوطنية بالخارج، لا سيما بالعواصم الاستراتيجية، وهو المجلس الذي يكشف عنه رئيس الجمهورية مطلع جانفي المقبل• بالمقابل، جدد الأرندي، على لسان ناطقه الرسمي، ميلود شرفي، تأكيده على تمسكه بالتحالف الرئاسي، وببرنامج رئيس الجمهورية، وهو يرافع لصالح اتفاقه مع حزب العمال، واعتبره خيارا يمنع البزنسة وشراء الذمم في المواعيد الانتخابية، في حين لم يتردد في الرد بالثقيل على مضامين تصريحات قيادات الأفالان التي أعقبت التحالف بين الأرندي والعمال•