اضطرت قافلة ''شريان الحياة'' للمبيت في العراء لليلة الثانية على التوالي في ميناء العقبة الأردني، بعد تمسك مصر بموقفها الرافض لمرورها لقطاع غزة المحاصر، إلا عبر المسار الذي حددته سابقا وهو ميناء العريش، رافضة دخولها عبر ميناء نويبع• وقال رئيس القافلة جورج غالاوي إن الرسالة التي تسلمها منظمو الرحلة من السلطات المصرية وصلتهم متأخرة، وبالتالي لم يكن بالإمكان الالتزام بشروطها• وأشار النائب البريطاني إلى أن المنظمين قدموا اقتراحا وسطا للسلطات المصرية، يتمثل في إبحار القافلة حتى ''نويبع''، ومن ثم برا إلى العريش، وفق أي مسار يحدده المصريون، لكن القاهرة لم تتجاوب مع هذا المطلب، وقال ''نحن نعدهم في المستقبل أننا لن نطالب بهذا الاستثناء مرة ثانية''• في المقابل، قال الناطق باسم الخارجية المصرية، حسام زكي، إن مصر حددت مسار القافلة سابقا، وأبلغت ذلك المنظمين قبل أيام من وصولها الأردن، وشدد على أنه لا يمكن قبول أي تغيير• وأشار المتحدث المصري، في مقابلة مع الجزيرة، إلى أن المنظمين ربما فكروا في وضع مصر في موقف محرج نظرا لكبر حجم القافلة واقترابها من دخول مصر، وقال إنهم تناقلوا رسائل إلكترونية تقول ''نريد أن نضع مصر تحت ضغط إعلامي''• وفي هذا السياق، أكد زكي أن ''مصر لن تخضع لهذا الضغط الإعلامي، وأقولها بشكل واضح، لأن هذه الأمور تخص السيادة المصرية، والدخول من هذه المنطقة أو تلك تقرره مصر ولا يقرره منظمو هذه القافلة''• وكان مدير مكتب الجزيرة بالأردن والموجود بالعقبة، ياسر أبو هلالة، أشار إلى أن الاتصالات مستمرة لتأمين مرور القافلة، حيث دخلت على الخط وساطة تركية يقودها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي أوفد مبعوثا من طرفه إلى عمان للقاء القنصل المصري، إضافة إلى وساطة ماليزية برئاسة رئيس الوزراء السابق محاضر محمد• وأوضح المراسل أن القافلة مستعدة لتقديم تنازلات، وأكد منظموها أنهم لا يمارسون أي ضغوط أو تحد على مصر وإنما يريدون حلا وسطا بعد وصولهم إلى العقبة• وكانت قافلة ''شريان الحياة ''3 انطلقت من العاصمة البريطانية لندن في السادس من ديسمبر الجاري مرورا بفرنسا وإيطاليا واليونان وتركيا وسوريا والأردن ومن ثم مصر باتجاه غزة• وتضم القافلة نحو 500 متضامن على رأسهم النائب غالاوي و250 شاحنة محملة بمساعدات طبية وإنسانية أوروبية وتركية وعربية• موقف حماس وإزاء هذه التطورات طالبت اللجنة الحكومية لكسر الحصار في الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) السلطات المصرية بتسهيل وصول ومرور القافلة لغزة عبر معبر رفح• وأبدت اللجنة، في بيان لها، يوم الجمعة، ''استغرابها واستهجانها الشديدين للإجراءات المصرية في عرقلة وصول القافلة لقطاع غزة ومنع وصول المساعدات الطبية والإنسانية ل5,1 مليون إنسان محاصر في غزة منذ أربع سنوات''• ودعت اللجنة الحكومة المصرية إلى ''التحرك الجدي لرفع الحصار عن قطاع غزة وليس المشاركة فيه وتعزيزه من خلال منع وصول القوافل الإنسانية وبناء جدار الموت الفولاذي''• القسم الدولي/ الجزيرة