ويركز الإجراء على قائمة محددة بالدول المشبوهة بالإرهاب، مثل اليمن، باكستان، سوريا، بالإضافة إلى إيران وأفغانستان، والتي مددت مؤخرا لتضم الجزائر ومالي، وستوسع إلى ثلاثين دولة شكلت تهديدا على المصالح الفرنسية في السنوات الأخيرة، استنادا إلى تقييم وحدة التنسيق لمكافحة الإرهاب• ويتمثل مشروع الوزير الفرنسي، بريس هورتفو، المتعلق بالمخطط الأمني الجديد، الذي عاد إلى الواجهة بعد حادثة محاولة تفجير طائرة أمريكية كانت متوجهة من أمستردام إلى ديترويت في 25 ديسمبر المنصرم، في إجبار شركات النقل الجوي، خاصة من الدول المصنفة في خانة ''الخطر''، على توفير معلومات مسبقة ومفصلة حول المسافرين على خطوطها، وهو نفس النظام المعتمد من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ تفجيرات 11 سبتمبر• ويتضمن المخطط الفرنسي الجديد، حسبما نقلته أمس صحيفة ''لوفيغارو''، فرض رقابة صارمة على المسافرين عبر الخطوط الدولية، وذلك بإجبار شركات النقل الجوي على تقديم قائمة مفصلة بشكل مسبق للسلطات الفرنسية تتضمن معلومات عن المسافرين الذين حجزوا تذاكر السفر على خطوطها، ويكون إرسال البيانات مباشرة بعد عملية الحجز• ويشترط على الشركات المعنية تقديم معلومات دقيقة تتعلق بوسائل الدفع، عنوان الفاتورة، أرقام الهاتف، عناوين البريد الإلكتروني للمسافرين واسم وكالة السفر، تضاف إلى المعلومات التقليدية التي كانت تشترط فقط عند الوصول إلى المطار، وهي اسم وعنوان وتاريخ ميلاد المسافر• ونقلت الصحيفة أن الشركات المعنية بنظام المعلومات المسبقة عن الركاب هي كل الشركات المتعاملة مع فرنسا، بما فيها شركة الخطوط الجوية الفرنسية والشركات الأوروبية، وذلك لضمان مراقبة أفضل للمسافرين الذين ينتقلون إلى فرنسا أو عبرها من دول صديقة في رحلات الربط، حيث تبين أن ''الانتحاريين'' غالبا ما يتفادون الخطوط المباشرة• ويكون إرسال البيانات مباشرة بعد حجز تذاكر السفر، سواء في الوكالات السياحية أو عبر شبكة الانترنيت، مع متابعة خاصة لشركات النقل الجوي التابعة لدول وضعت سابقا على قائمة التي تشكل خطرا في إطار مخطط مكافحة الإرهاب الذي وضعته باريس في 2006 وتضم كل من اليمن وباكستان وسوريا، بالإضافة إلى إيران وأفغانستان، وهي القائمة التي تم تمديدها مؤخرا ودمجت فيها الجزائر ومالي• وتقرر في ذات السياق اعتماد إجراء كان مقترحا سابقا، ولكنه لم يطبق، ويتمثل في تغريم شركات الطيران التي تخل بالمخطط الأمني بمبلغ 50 ألف أورو بعد تحرير محاضر من طرف شرطة الحدود ضد هذه الشركات• وقد أقر الإجراء ضمن مخطط 2006 لمكافحة الإرهاب• ونقلت صحيفة ''لوفيغارو'' أن قائمة الدول المصنفة خطرة ستتوسع إلى ثلاثين دولة استنادا إلى قائمة ستضعها وحدة التنسيق لمكافحة الإرهاب، وتضم الدول التي شكلت تهديدا على المصالح الفرنسية في السنوات الأخيرة• وزير الداخلية الفرنسي، بريس هورتفو، عبر عن أمله في أن يتحقق مشروعه سريعا مع بداية السنة الجديدة، في وقت عمدت عدد من الدول إلى تشديد الرقابة على المطارات وأقرت إجراءات على غرار تقنية ''الماسح الضوئي''، والتي تسمح بالتأكد من أن المسافر لا يخفي شيئا تحت ملابسه، وذلك عوضا عن أجهزة تفتيش الركاب قليلة الفعالية مقارنة بما تم استحداثه من تقنيات التفتيش، بما فيها المراقبة ''البيومترية'' التي تعتمد على بصمات الركاب•