تشارك الجزائر بوفد من الدبلوماسيين رفيعي المستوى في مؤتمر حول مخاطر الجماعات الإرهابية بالقاهرة عاصمة مصر منذ أمس، حيث من المنتظر أن يناقش هذا المؤتمر التوجهات الجديدة التي أصبحت الجماعات الإرهابية تستعملها في تنظيم صفوفها، إضافة إلى كيفية تنظيم الصفوف في ظل الخناق الحاصل عليها بفضل الجهود العالمية التي تقر بمحاربة هذه الظاهرة. وينظم فعاليات المؤتمر المركز الدولي للدراسات المستقبلية والإستراتيجية بمشاركة عدد هائل من خبراء مصر والعالم على غرار العراق والجزائروباكستان وفلسطين وأفغانستان وروسيا وهي البلدان التي تتلقى تهديدات على أراضيها وتسعى لمكافحة الإرهاب الدولي، وهو الموضوع الذي يثير المزيد من القلق لدى دول العالم. وفي هذا الصدد قال المدير التنفيذي للمركز الدكتور عادل سليمان في تصريح صحفي نقلته وكالة الأنباء الكويتية:'' إن المؤتمر يأتي في أعقاب الفترة التي شهدت مؤخرا عدة تفجيرات إرهابية متتالية كبرى تحمل الملامح التقليدية لعمليات التنظيمات الإرهابية والتي جرت على مساحة واسعة امتدت من باكستان إلى موريتانيا مرورا باليمن والمغرب والجزائر وسوريا والأردن''. وأضاف سليمان أن موجة العنف استهدفت الدول العربية والإسلامية وطرحت تساؤلات مهمة بهدف تقييم ما يجري، حيث أن دلالات تلك العمليات تتجاوز إعادة تأكيد هذه الجماعات لاتزال قائمة، منبها إلى ما أصبح يعنيه تنظيم القاعدة في المرحلة الحالية وانعكاسات ذلك على مستقبل أعمال الإرهاب ومكافحتها. ولفت سليمان إلى أن ما يحدث في أعقاب الموجة الحالية هو أن تيارا يشير إلى احتمال أن يكون التنظيم قد أعاد تجميع قدراته بما يتيح له الظهور مرة أخرى والقيام بعمليات إرهابية جديدة. وأكد سليمان أن المؤتمر يهدف إلى فحص وتقييم تلك التقديرات بهدف التوصل إلى تحليلات محددة بشأن التطورات التي تشهدها أعمال الإرهاب في الفترة الراهنة وما يجري في كل من البلدان التي تم استهدافها بعمليات واسعة النطاق في الفترة الأخيرة والمخاطر المستقبلية وأساليب مواجهتها. وأشار إلى أن من بين المشاركين في المؤتمر سفير أفغانستان لدى القاهرة حفيظ الله أيوب ونائب رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق مثنى حارث الضاري وعدد من الدبلوماسيين وخبراء مكافحة الإرهاب من مصر والعراق والجزائروباكستان وفلسطين وأفغانستان وروسيا. يشار إلى أن وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله كان قد أكد في تصريحاته الأخيرة أن الجماعات الإرهابية الجزائرية لم تعد تستعمل الإسلام كحجة لإصدار فتاوى قتل الجزائريين، وهذا بعد أن تم كشفها على حقيقتها، وأكد أن المسجد اليوم أثبت أن هذه الأعمال منافية لتعاليم الإسلام فأصبحوا الآن يبررون أعمالهم بقناعات أخرى''. جدير بالذكر إلى أن الجزائر كانت قد احتضنت آخر مؤتمر متعلق بالإرهاب منذ عامين، أين شارك فيه خبراء عسكريون ومدنيون أفارقة وممثلون لدول غربية عدة وقد خصص للوسائل التي يمكن توفيرها لمكافحة الإرهاب في المغرب والساحل الصحراوي.