أعاد ملتقى الرئيس الراحل هواري بومدين المنعقد بالمركز الجامعي، والذي اختتم أمس بسوق أهراس، مدى دعم الجزائر، في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، لمصر والأمة العربية في مواجهة توسع الكيان الصهيوني، إلى الواجهة، تزامنا مع الحملة المصرية القذرة تجاه الجزائر ورموزها ودورها في الفضاء العربي، بحضور شخصيات تاريخية ووطنية، إضافة إلى عديد الباحثين والمؤرخين• وأكد باحثون ومؤرخون على دور الجيش الوطني الشعبي في الحروب العربية-الإسرائيلية، وهو الموضوع الذي تم إغفاله في تأريخ المواجهات العربية الإسرائيلية، مشيرين إلى اشتراك الجزائر في حرب 1967 بنصف تعداد قواتها الجوية، فضلا عن تطرقهم إلى قرار اجتماع مجلس الثورة الجزائري وقتها بتحضير كافة الأسلحة وإرسالها إلى ميدان القتال، وتحضير ميزانية حرب إضافية لمواجهة أي عدوان محتمل واعتبار كل دولة مساندة لإسرائيل عدوا للجزائر• وأضاف المحاضر والأستاذ الجامعي، جمال ورثي، أنه بعد تمديد وقف إطلاق النار، وتفويت الفرصة الأولى لمعركة التحرير التي حددها الراحل، جمال عبد الناصر، اضطر الرئيس أنور السادات إلى تحريك الموقف بعد فشل الجهود الدبلوماسية، إلى إعلان الحرب من جديد، حيث زار قائد الأركان المصري، سعد الدين الشاذلي، الجزائر في فيفري ,1972 والتقى الرئيس هواري بومدين، الذي أبدى له استعداد الجزائر للمشاركة بكل جندي وبكل قطعة سلاح تملكها الجزائر• وقال له هواري بومدين ''إنه من المهانة أن يرى العرب هذه الدولة التوسعية تستمر في احتلال الأراضي العربية دون أن يقوم العرب بردعها''، وهي إشارة واضحة إلى أن مصر اطمأنت بأن دعم الجزائر سيكون مطلقا في هذه الحرب• واستنادا لأستاذ التاريخ، فإنه عندما اندلعت الحرب في 6 أكتوبر 1973 أسهمت الجزائر فيها وبحرص شديد من الرئيس هواري بومدين، حيث رتبت في المركز الثاني من حيث حجم القوات التي قدمتها دول المساندة، ليصل سرب طائرات ''ميغ''17 إلى مصر يوم 7 أكتوبر ,1973 لتليها أسراب أخرى من الطائرات، فضلا عن وصول قوات اللواء المدرع الجزائري الثامن إلى جبهة القتال يوم 17 أكتوبر .1973 وأشار المحاضر إلى أن بومدين صرح يوم 11 أكتوبر 1973 قائلا ''إن الحرب يجب أن تستمر، ويجب أن لا نلقي السلاح إلا بعودة الحق إلى نصابه''، ليستعرض بعدها سفر هواري بومدين بعد وقف إطلاق النار في 24 أكتوبر 1973 إلى موسكو، حيث دفع وقتها مبلغ 200 مليون دولار ثمنا لأية أسلحة أو ذخائر تطلبها مصر أو سوريا، والمعروفة بتوقيع صك على بياض• كما اعتبر الأستاذ الجامعي، جمال ورتي، أن ''شعار قومية معركة تحرير فلسطين تجسد بصورة كاملة زمن الرئيس الراحل، هواري بومدين، وأوضح أن تضامن الجزائر مع القضية الفلسطينية ''أخذ دورا أكثر إيجابية في عهد هواري بومدين''، مشيرا إلى أنه ''بعد هزيمة الجيوش العربية في جوان 1967 ألقى الرئيس الراحل خطابه، وقال ''إذا خسرنا المعركة، فإننا لم نخسر الحرب''، و''إننا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة'' يقول الرئيس الراحل•