دعا أول أمس بمدينة إشبيليا الإسبانية الملازم السابق في الجيش الوطني الشعبي، مشاعلة أحسن، جميع إطارات وأفراد المؤسسة العسكرية الفارين بالخارج ولهم نية في الاعتذار، إلى العودة لأحضان الجزائر دون خوف أو تردد، كاشفا عن ظروف الاستقبال الحار الذي حظي به بمدينة وهران عندما اتخذ قرار الرجوع إلى بلده الذي وصفه بالمدهش والمحترف• ذكر الملازم السابق مشاعلة أحسن، الذي فر ذات يوم من سنة 1994 من صفوف الجيش الوطني الشعبي باتجاه إسبانيا، في تصريح ل''الفجر'' بإشبيليا، أنه بعد تردد كبير جراء التصريحات المحذرة من مغبة الإقدام على خطوة العودة إلى الجزائر، تم اتخاذ القرار دون الاهتمام بالنتائج التي قد تصادفه، حبا في بلده، التي قال فيها'' لا يمكن العيش دون الجزائر، إنها الهواء الذي نستنشقه رغما عنا''، واستجابة للضمير الذي بات يؤنبه، بعد أن ربط اتصالات جدية بالمستشار العسكري لقنصلية الجزائر بأليكانت كمرحلة أولى• وأضاف العسكري السابق أن الاتصالات قادته إلى مدينة وهران والوقوف مجددا بين أحضان إطارات المؤسسة العسكرية التي استقبلته وفق ما تقتضيه القوانين العسكرية الجزائرية السارية، في إطار محترف مدهش، وقال'' كل من له مشكل مع الدولة الجزائرية عليه أن يتقدم دون خوف، فلا توجد إجراءات ضد القانون أو التعدي على التشريعات كما يتحدث البعض''• ورد المتحدث على سؤال ''الفجر'' حول ظروف الاعتقال والمحاكمة، بأنه عقب نزوله بوهران، تم نقله إلى السجن العسكري الاحتياطي لمدة ثمانية 08 أشهر وفق ما يقتضيه القانون، وقال ''ظروف الاعتقال كانت عادية جدا وسط مساجين آخرين، والكل سواسية أمام القانون رغم تباين الرتب، حيث كان الانضباط في احترام الأعلى رتبة السائد إلى غاية يوم المحاكمة''، وأصدر قاضي المحكمة بالبليدة حكما ب03 سنوات سجنا غير نافذة، مع الشطب من المؤسسة العسكرية وفق ما ينص عليه التشريع العسكري• ودعا مشاعلة أحسن جميع الذين أخطأوا في حق بلادهم ويريدون العودة، أن يربطوا اتصالاتهم دون تردد، مضيفا أن الحفرة التي يتحدث عنها بعض الأشخاص ويروج لها في الداخل والخارج إنما هي افتراءات تستهدف المؤسسة العسكرية التي أثبتت نجاحها واحترافيتها على الصعيد الداخلي والخارجي، وقال ''لم أشاهد أيا مما كان يروج عن المؤسسة العسكرية من مساوئ أو غير ذلك من الافتراءات، وقد يتفاجأ الراغبون في العودة إلى أحضان بلدهم من تعامل المؤسسة العسكرية مع قضاياهم، وأؤكد أن راحة الضمير لا ثمن لها''، معترفا في السياق ذاته بالكفاءة والاحترافية والقوة التي بلغتها المؤسسة العسكرية، وأنه لو شهدت أية دولة في العالم ما عرفته الجزائر من همجية إرهابية، لما استطاعت أن تقاوم أو تحتفظ بكيانها، مثلما نجحت الجزائر في رفع التحدي والعودة إلى مصاف الدول الجديرة بالاحترام، يضيف الملازم السابق في الجيش• وكان الملازم، مشاعلة أحسن، قد فر من صفوف الجيش الوطني سنة 1994 بعد تلقيه رسالة من الجماعة الإسلامية المسلحة تهدده بالتصفية ما لم يترك المؤسسة العسكرية، وامتد التهديد إلى عائلته، وأضاف موضحا ''عائلتي تسكن في دشرة نائية بعزابة، لا أمن ولا أمان، حتى رجال الباتريوت لا وجود لهم في الدشرة''، الأمر الذي جعله في وضعية نفسية صعبة كادت أن تعصف بحياته، ''وضعية لم أشهدها من قبل وجعلتني في حالة هستيريا، إنها سنوات الجنون''، ختم المتحدث حديثه•