إحتج، أمس، برلمانيون ونقابيون وممثلون عن أحزاب وجمعيات وطنية بدار الصحافة ''طاهر جاووت'' بالعاصمة، لمساندة الموظفة مريم مهدي، التي تصارع الموت بسبب دخولها في إضراب عن الطعام قبل 25 يوما احتجاجا على طردها من شركة ''بريتش غاز'' البريطانية، حيث استنكروا صمت السلطات واتهموها بالتواطؤ وافتقارها للجرأة السياسية لمواجهة تجاوزات الشركات الأجنبية• وحركت ظروف الموظفة مريم مهدي، التي تتواجد حاليا في حالة صحية حرجة قد تؤدي بها إلى الوفاة في أية لحظة، تعاطف عدة أحزاب، على غرار الأرسيدي والنهضة والأفافاس، زيادة على ممثلين عن المجتمع المدني وعائلات المفقودين، وحتى جمعيات تجارية، ليعلنوا انضمامهم إلى لجنة مساندة العمال الجزائريين المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية للدفاع عنها ومساندتها لكسر صمت تنظيمات حقوقية ورفضها التحرك لأسباب غير مقنعة، على حد قول رئيسة لجنة المرأة العاملة، مغراوي يمينة• واتهمت السيدة مغراوي يمينة أطرافا مجهولة في السلطة بحماية الشركات متعددة الجنسيات، بعد عجز العدالة عن تطبيق قراراتها لإرجاع الموظفين المطرودين تعسفا، آخرها رفض الشركة السابقة الذكر الانصياع لقرار هذه الأخيرة في قضية موظفة أخرى، حيث فضّلت تعويضها ماديا فقط• كما استنكرت بشدة تصريحات وزير العمل، التي تؤكد جهله بقضية مريم مهدي، واعتبرتها كارثة حقيقية وطالبت منه الاستقالة فورا من منصبه، خاصة وأن الموظفة قبل لجوئها الى إضراب عن الطعام اتجهت أولا الى مفتشية العمل بحاسي مسعود، وبعد فشل اجتماع الصلح مع المؤسسة اختارت الانتحار ببطء• وبينما تحدث نائب البرلمان وممثل التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، الطاهر بسباس، عن لوبيات تستغل أزمة الشغل بالجزائر لتمرير مشارعها على حساب الشباب البطال، وقال إن الأمر خطير تسبب في هجرة أزيد من 40 ألف إطار سام إلى كندا وحدها، قالت مغراوي يمينة إن الشركات الأجنبية حولت العمال الجزائريين إلى عبيد• فعلى مستوى مفتشية العمل بحاسي مسعود فقط هناك 280 ملف يتعلق بهذه الوضعيات، أزيد من 2592 قضية مودعة لدى العدالة، دون أن يتمكن الاتحاد العام للعمال الجزائريين من التدخل• مريم مهدي: ''سأواصل الإضراب ولو انتهى بي الأمر إلى الوفاة'' وتشير آخر مستجدات حالة مريم مهدي الصحية إلى أنها أخرجت أمس من العناية المركزة من مستشفى مصطفى باشا الجامعي بعد عجز الأطباء عن معالجتها بسبب انهيار جهازها المناعي، ورغم ذلك رفضت وقف الإضراب، حيث قالت ''سأواصل الإضراب ولو انتهى بي الأمر إلى الوفاة، لعل العمال الآخرين سينالون حقوقهم بعدي''• وينتظر أن تحول المضربة إلى الطب الداخلي بعد تخوف المستشفيات من تنقل الأمراض المعدية إليها بسبب ضعف جهازها المناعي•