هل حقيقة استدعت الجزائر سفير أمريكا وأبلغته احتجاجا شديد اللهجة على إدراج الجزائر ضمن قائمة الدول المارقة أو شبه الدول التي لا تتحكم في أمنها وأمن بلدها مثل لبنان واليمن والسودان أو هي شبه محتلة مثل أفغانستان والعراق أو مارقة مثل سوريا وكوريا الشمالية وإيران؟! ولماذا تتخذ أمريكا هذا الإجراء ضد الرعايا الجزائريين والحال أن مدلسي وزير خارجية الجزائر كان قبل أيام فقط مع هيلاري كلينون يتحدث عن العلاقات الاستراتيجية بين الجزائر وأمريكا؟! هل العلاقات الاستراتيجية المقصودة هنا هي أن تتفرج أمريكا على عورات الجزائريين في المطارات الأمريكية؟! إن أحسن احتجاج يمكن أن تقوم به الجزائر، لو كانت فعلا دولة وتحتج، هو أن تنصب في قواعد البترول في الصحراء ''حمارات'' التفتيش الضوئي وتعامل الرعايا الأمريكان بالمثل· هل يمكن أن نصدق ما كان يقال من أن السلطات الأمريكية قد طلبت من السلطات الجزائرية أن تتتلمذ عليها في مكافحة الإرهاب؟! وكم تكون أمريكا رائعة وعادلة لو تكرمت بإخضاع مسؤولي هذه الدولة المشمولة بقرار التعرية في المطارات مثل المواطنين العاديين وأن لا تعترف بالجوازات الخاصة، أو حتى بالجنسيات المزدوجة، وأن تتكرم أمريكا بوضع صور التصوير الضوئي لعورات هؤلاء في المطارات على الأنترنت كي يتفرج عليها المواطنون· أمريكا التي قالت إنها بصدد إقامة علاقات استراتيجية مع الجزائر، هل كانت تقصد بذلك أنها بصدد وضع الترتيبات للتعاون مع الحكومة الجزائرية في مكافحة الإرهاب بواسطة تعرية الجزائريين في المطارات؟! لسنا ندري· لكن الأكيد أن أمريكا التي تتمتع بأفضلية في استغلال خيرات الصحراء الجزائرية لا تتمتع بها أية دولة أخرى أصبحت تعتبر الجزائر مجرد مساحة مشاعة· المضحك في الموضوع أن الأموال الجزائرية الموضوعة في الخزينة العمومية الأمريكية، لا يمكن سحبها من طرف الجزائريين إلا إذا تمت تعرية واضعيها في مطارات أمريكا· شيء واحد جيد في هذه القضية·· وهو أن السراق الذين سرقوا وحولوا أموالهم إلى أمريكا لن يلحقوا بها إلا إذا تمت تعريتهم في المطارات· والحمد لله أن أمن أمريكا أصبح يمر عبر كشف عورات الجزائريين·