مصر فقدت قيادتها للعرب حين تخلت عن دورها القومي في قيادة العرب! عمرو موسى على حق حين قال: على مصر أن تعيد النظر في سياستها نحو العرب إذا أرادت أن تقودهم! نحن في الجزائر لا نفهم مثلا: لماذا تقوم مصر باستقبال رئيس إسرائيل بيريز مباشرة بعد حدوث الأزمة مع الجزائر؟! ومباشرة بعد اجتماع مجلس الأمن القومي المصري؟! ويربط مبارك في خطابه بين أزمته مع الجزائر وأزمته مع إيران! ويحذر مبارك ضمنيا في خطابه الجزائر مثلما يحذر علنا إيران! هل معنى هذا الكلام أن مصر بدأت تضع موضع التنفيذ صيغة لتحالفات جديدة لمرتكزات محور القاهرة تل أبيب ؟! وإذا كان الأمر كذلك، فماذا بقي للجزائر ما يجمعها بالقاهرة؟! لقد وقفت مصر مبارك ضد المقاومة في لبنان ووقفت مع إسرائيل في عدوانها على لبنان ثم على غزة! فهل حان الوقت لأن تعطي إسرائيل ما تحتاجه مصر لتأديب الجزائر مثلما فعلت مصر السادات مع ليبيا ذات يوم؟! كل الاحتمالات واردة بما فيها تهديد مصر لفرقائها في المنطقة باستخدام القوة النووية الإسرائيلية ضد المارقين العرب وغير العرب الذين لا يخضعون لمصر! مصر تكون فعلا قد اقتنعت بأنها القوة الأولى في الشرق الأوسط من خلال زيارة أوباما لمصر بعد توليه رئاسة أمريكا! واقتنعت أيضا بحكاية أنها دولة محورية أساسية تدعمها أمريكا وإسرائيل لتكون كذلك! لكن مصر لم تنتبه إلى ما قاله عمرو موسى•• فمصر فقدت العراق الذي أصبح إيرانيا بالكامل •• وفقدت سوريا التي أصبحت علاقتها بأنقرة وطهران أفضل من علاقتها بالقاهرة! ومصر فقدت جل دول الخليج الذين أصبحوا يحجون إلى طهران أكثر مما يحجون إلى بيت الله أو القاهرة! وحتى اليمن تتدحرج شيئا فشيئا نحو إيران عبر الحوثيين! وها هي مصر تفتح جبهة أخرى مع السودان والجزائر••! ولم يبق مع مصر سوى أبو مازن في ظلال الاحتلال الإسرائيلي! لكن الحقيقة أن مصر فقدت العرب بفعل سياستها المؤسفة ضد العرب، فقدتهم الواحد تلو الآخر•• وها هي الآن تفقد قلب المغرب العربي، تفقد الجزائر وما أدراك ما الجزائر! وبالتأكيد أن عصر الريادة المصرية قد انتهى مع بداية التخلاط غير المسؤول لنجل الرئيس مبارك في واحدة من أهم حلفاء مصر في شمال إفريقيا وهي الجزائر، وبعد الذي حدث ويحدث سيترك آثاره العميقة على مستقبل مصر وما تطمح إليه من ريادة حتى ولو استعانت بالقوة النووية الإسرائيلية ضد الجزائر؟!