قال عبد العزيز رحابي وزير الإعلام والسفير الأسبق، إن وضع الجزائر على لائحة الدول المصدرة للإرهاب وفرض رقابة أمنية مشددة على رعاياها دليل على أن الحكومة الأمريكية تتعامل بنظرة سطحية وشوفينية، وتفضل اتهام عدو خارجي على تحميل المسؤولية لأجهزتها الأمنية، معتبرا أن استدعاء الخارجية الجزائرية للسفير الأمريكي في الجزائر لتبليغه احتجاجا شديد اللهجة أقل الممكن في مثل هذه الحالات. أكد عبد العزيز رحابي في تصريحات ل« القدس العربي»، أن تصرف وزارة الخارجية الجزائرية طبيعي، معتبرا أنه في هذا النوع من الحالات فإن استدعاء السفير وتبليغه احتجاجا رسميا هو أقل ما يمكن فعله، لأن الحكومة الجزائرية لم تتلق أي شرح أو تبرير من طرف نظيرتها الأمريكية قبل إدراج الجزائر ضمن الدول التي يجب أن يخضع مواطنوها لرقابة أمنية مشددة عند سفرهم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، خلافا لبقية المسافرين القادمين من دول أخرى. كما أكد المتحدث أن الخطأ الذي ارتكبته الحكومة الجزائرية هو اعتقادها خطأ أن تعاونها في مجال الإرهاب مع الولاياتالمتحدة يضعها في مكانة الحليف، موضحا أن الطريقة التي تصرفت بها واشنطن جعلت المسؤولين الجزائريين يكتشفون خطأهم، كما إعتبر أن ثقافة العدو الخارجي ليست جديدة على الدول الكبرى التي تعتقد أنها وصلت درجة كبيرة من التطور، تجعلها مقتنعة أن خللا ما إذا وقع، فإنه لا يمكن أن يأتي من الداخل وبالتالي فإنه من الأكيد أن مصدره خارجي. وفي نفس الصدد، شدد رحابي على ما فعلته السلطات الأمريكية في قضية محاولة تفجير الطائرة الأمريكية، مؤكدا أنه بدل إعادة النظر في الأجهزة الأمنية وتحديد مواقع الخلل والنقائص فيها، راحت توجه الاتهام للخارج، وقررت وضع مجموعة من الدول العربية خصوصا في قائمة الدول الخطيرة، علما بأن ذلك يتوافق مع موقف الرأي العام المهيأ نفسيا لتقبل فكرة العدو الخارجي أكثر من وجود نقائص وعيوب في الأجهزة الأمنية المختلفة. واعتبر وزير الإعلام والسفير الأسبق أن نظرة القوى الغربية تغيرت بعد أن أصبحت معنية بالإرهاب، وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر واعتداءات لندن ومدريد، موضحا أنه لما كانت الجزائر تواجه هذه الظاهرة في التسعينات وتحاول إقناع هذه الدول أن الإرهاب عابر للقارات، كانوا يقولون أنه مشكل داخلي، واستطرد قائلا » لما كنت سفيرا في إسبانيا حاولت أن أشرح للمسؤولين الإسبان خطورة الإرهاب، ولكنهم كانوا يقولون إنه مشكل داخلي وصراع على السلطة«، كما ذكر المتحدث أن الولاياتالمتحدة كانت دائما تستثمر في وجود عدو خارجي، فبعد أن كانت الشيوعية هي العدو في الخمسينات حتى تسعينات القرن الماضي، فإنها تريد أن تجعل من الإسلام هو العدو. والجدير بالذكر أن وزير الخارجية مراد مدلسي استدعى يوم الاثنين الفارط سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر لإبلاغه احتجاج الجزائر الرسمي لإدراجها ضمن قائمة الدول التي يخضع رعاياها لإجراءات أمن استثنائية، حيث أشار بيان صدر عن الخارجية إثر القرار الذي اتخذته السلطات الأمريكية بإدراج الرعايا الجزائريين ضمن قائمة البلدان التي سيتم إخضاع مواطنيها لإجراءات مراقبة خاصة نحو أو من نقاط الدخول الجوية الأمريكية، إلى أن وزير الخارجية مراد مدلسي استدعى سفير الولاياتالمتحدة ليعرب له عن الاحتجاج الشديد للحكومة الجزائرية إزاء هذا الإجراء المؤسف وغير المبرر والتمييزي، كما أضاف أن استدعاء السفير جاء عقب عدة مساع بوشرت فور الإعلان عن هذه الإجراءات من قبل سفير الجزائربواشنطن لدى السلطات الأمريكية المعنية. ويأتي موقف وزارة الخارجية باستدعاء السفير عقب الاستنكار الذي قابلت به عدة أحزاب وجمعيات جزائرية قرار الإدارة الأمريكية، الذي ألحق الجزائر والسعودية ولبنان والعراق بقائمة الدول الخطرة التي كانت تضم دولا مثل باكستان وأفغانستان وكوبا وإيران والسودان وسورية واليمن وليبيا والصومال ونيجيريا، وسيتم إخضاع المسافرين من هذه الدول إلى أجهزة سكانير جسدية تظهر الشخص عاريا على شاشات المراقبة.