تضاعفت خلال العقدين الأخيرين نسبة الأطفال المصابين بأمراض الربو، وتعددت الدراسات التي أجريت بهذا الشأن والتي تبحث عن أسباب هذه الزيادة، فبعض الدراسات توجه أصابع الإتهام إلى البيئة الملوثة، وبعضها إلى طبيعة الحياة العصرية التي تفرض علينا العيش في توتر و ضغط مستمرين·· لكن ما يثير الدهشة هو ما توصلت إليه دراسة حديثة، والتي ترجع أسباب الحساسية عند الأطفال إلى العيش في ظل وقاية صحية متطرفة· عوامل تزيد خطر إصابة الأطفال بالربو الربو هو عبارة عن خلل في الجهاز التنفسي، حيث لا تستطيع المسالك الهوائية السماح بدخول وخروج الهواء من الرئتين بانتظام، أي هو التهاب وتقلص في المجاري الهوائية، فحين يضيف مجرى الهواء يضيق التنفس ويؤدي إلى إفرازات بلغم زائد· عددت دراسات علمية أسباب انتشار الربو لدى الأطفال إلى تلوث البيئة، مما أحدث تغييرا في طبقات الأوزون وأثر على المناخ والبيئة التي حولنا· وأكدت دراسة أن نمو الرئة لدى الأطفال يتأثر سلبا في المناطق التي ينتشر فيها التلوث الهوائي حيث المصانع والطرق المزدحمة بالسيارات، فهناك أيضا التكنولوجيا الحديثة التي لوثت الأجواء بالكربون والكبريت، وفضلات المصانع وغازاتها، حيث تنقص مصادر الأوكسجين بسبب فتك الإنسان بالطبيعة وقطع أشجارها، بالإضافة إلى مصادر التلوث الأخرى· ويشير بعض الخبراء إلى أن محفزات الربو عند الأطفال، التلوث المنزلي الذي يضم الغبار، أيضا تعامل الأطفال مع الطيور والحيوانات الأليفة، وتعرضهم لدخان التبغ إذا كان أحد أفراد العائلة مدخنا· وهناك دراسات ربطت ارتفاع الإصابة بالربو لدى الأطفال بانخفاض معدلات الرضاعة الطبعيية، ولما يعيش الأطفال في أجواء مشحونة بالتوتر والضغط خاصة الطفولة والمبكرة، حيث اعتبرت هذه الضغوط هي المتسببة أيضا في زيادة معدل تكرار نوبات الربو في حالات الإصابة به· الوقاية الصحية المفرطة قد تكون السبب وراء أمراض الحساسية والربو تعرض الطفل منذ سن مبكرة للعلاج بالمضادات الحيوية يؤدي إلى احتمال الإصابة بأمراض الحساسية والربو، حيث لاحظ العلماء أن هذه الأمراض تنتشر في المجتمعات الصناعية نتيجة إدخال اللقاحات والعلاج بالمضادات الحيوية· فالأطفال اليوم عندما يصابون بأول عوارض مرض ما ولو كان بسيطا تبدأ المعالجة بآخر ما اكتشفه العلم من أدوية، مما يجعل الطفل ينمو بأقل قدر ممكن من الخلايا المناعية، وعندها يكون أكثر عرضة لكثير من الأمراض، خصوصا أمراض الحساسية والربو· التغذية وعلاقتها بالحساسية والربو أكدت الأبحاث والدراسات أن استهلاك الأطفال الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون تعتبر أيضا من العوامل التي تساعد على الإصابة بداء الربو، إذ لوحظ أن الأطفال المصابين بحساسية صدرية يتناولون كميات من السكر المكرر أكثر من الأطفال غير المصابين بنسبة 24 % ويستهلكون الدهون أكثر بنسبة 25%· ويؤدي كثرة تناول الأطفال للدهون والسكريات إلى الزيادة في الوزن والإصابة بالسمنة، وهذا يؤثر سلبا على وظائف الجهاز التنفسي لدى الأطفال المصابين بحساسية صدرية· وهناك من يرى أن بسبب هذه الزيادة في استهلاك السكريات والدهون بالنسبة للأطفال المرضى، يرجع إلى أن الأطفال الأصحاء غالبا ما يلعبون ويقضون أوقاتا خارج المنزل، على عكس الأطفال المصابين بالربو لذلك يمضون أغلب أوقاتهم في المنزل، لذلك فهم يقبلون على تناول الوجبات الخفيفة التي تحتوي على هذه المواد بكثرة· كيف تقلل من احتمالية إصابة الطفل بالربو الوقاية من أمراض الربو والحساسية أفضل من علاجها، وما تنصح به الأم عندما ترزق بمولود جديد، هو أن تتخذ مجموعة من الإحتياطات والتدابير لوقاية طفلها من الإصابة بهذا الداء ومن هذه التدابير· إذا كان لديك طفل حديث الولادة، فيجب عليك أن تحرصي على تهوية غرفة نومه جيدا، حتى تحميه من خطر الإصابة بداء الربو، فقد وجد أن التهوية السيئة لغرف المنزل تتسبب في الإصابة بنوبات الربو خصوصا عند النوم· إحرصي على أن تستمري في إرضاعه رضاعة طبيعية أكثر من 9 أشهر، إذ أكدت الأبحاث أن الرضاعة الطبيعية لمدة أقل من تسعة أشهر تجعل الرضيع أكثر عرضة للإصابة بهذا الداء· كما أكدت هذه الأبحاث أن الأطفال الذين كان يعتمد غداؤهم على حليب الأم فقط خلال 4 أشهر الأولى من عمرهم، يكونون أقل عرضة للإصابة بهذا الداء عند بلوغهم سن السادسة· أما الأطفال الذين يعتمد غداؤهم على الحليب الصناعي في الشهور الأربع الأولى فإنهم يكونون عرضة للإصابة بداء الربو، أو أعراض تنفسية أخرى مصاحبة للربو· إذا كان لدى طفلك مشاكل في جهازه التنفسي، فلا تجعليه ينام في سرير مكون من مستويين علوي وسفلي، وانقليه لينام في سرير عادي، لأن مشاكل الجهاز التنفسي ونوبات الربو تنتشر لدى العديد من الأطفال الذين ينامون في المستوى السفلي من السرير· تخلصي من الأغطية القطنية والصوفية ذات السطح الخشن لأنها تشكل وسطا لتخزين الغبار، مع ضرورة تغيير أغطية السرير والوسائد بصورة دورية وغسلها بالماء الساخن·