عقدت البلدان الستة المكلفة بالملف النووي الإيراني اجتماعا، أمس في نيويورك، بينما مازالت الصين، إحدى هذه الدول، متحفظة على فرض عقوبات جديدة على طهران· وأرسلت بكين دبلوماسيا من الصف الثاني إلى اجتماع المجموعة التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولية (الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا)· وصرح مصدر دبلوماسي في الأممالمتحدة أن الاجتماع لن يفضي إلى أي قرار استثنائي بعد أشهر من الجهود غير المجدية والعطل· وتصر واشنطن والأوروبيون على طلب فرض عقوبات دولية جديدة على طهران التي استهدفتها من قبل ثلاثة قرارات للأمم المتحدة للاشتباه بأنها تسعى إلى امتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني· ومن جهتها، تدعو الصين التي تقيم علاقات وثيقة مع إيران إلى مواصلة الحوار، تدعمها إلى حد ما روسيا· وكانت طهران بدت في الخريف وكأنها قبلت عرضا قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتخصيب جزء من اليورانيوم الإيراني في الخارج، ثم تراجعت· ومنذ ذلك الحين تواصل الدول الست رسميا اتباع سياسة (مساري) الحوار والتهديد بعقوبات· لكن واشنطن تقوم بجهود دبلوماسية مكثفة لتشجيع المسار الثاني وإعداد سلسلة من العقوبات· وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، إن اجتماع نيويورك يهدف إلى تقييم وضع الملف النووي الإيراني وبحث النتائج التي ينبغي استخلاصها لتوجه من مسارين· وستستهدف هذه العقوبات اذا فرضت المصالح الاقتصادية لحراس الثورة الجيش العقائدي للنظام الاسلامي· والهدف من ذلك هو تجنب تأثر الايرانيين العاديين بهذه العقوبات قدر الامكان وعدم إثارة غضب المعارضة التي يعلق عليها الغربيون آمالا كبيرة منذ إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في جوان .2009 وتبدو هذه الجهود غير مجدية حاليا· فقد كرر سفير الصين في الأممالمتحدة، الأسبوع الماضي، أن فرض عقوبات جديدة على إيران سابق لأوانه، معتبرا أنه مازال هناك مجال للعمل الدبلوماسي لدفع الجمهورية الاسلامية إلى التعاون بشأن برنامجها النووي· وقررت بكين التي تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي في جانفي، أن توفد دبلوماسيا من الصف الثاني إلى اجتماع السبت· أما ممثلو الدول الأخرى فهم المدراء السياسيون في وزارات خارجيتها، أي دبلوماسيون على مستوى عال جدا· ورأت فرنسا أن المهم هو مشاركة الصين في الاجتماع، مقللة من أهمية إرسالها ممثلا من الصف الثاني· وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، بشأن تمثيل الصين ''نعتبر أن الأساسي هو أن تشارك في هذا الاجتماع، فحضورها ضروري لدفع هذا الملف وهو أمر لابد منه اليوم''·