وصف مصدر دبلوماسي غربي الوثائق التي تناقلتها تقارير إعلامية أول أمس الإثنين حول عمل طهران منذ عام 2007 على تطوير سلاح نووي بأنها ''كفيلة بإطلاق صفارات الإنذار''، معتبراً أنها تشكل أيضاً ''جزءاً من الأدلة التي تزيد القلق حيال برنامج طهران النووي''. وقال ذات المصدر إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تمتلك نسخة عن التقرير الذي نشرته ''نيويورك تايمز''، في حين قال ديفيد ألبرايت، مدير معهد العلوم والأمن الدولي، إن الاستخدام الوحيد الممكن منطقياً للأدوات المذكورة في الوثيقة هو في ميدان التسلح النووي، وأضاف ألبرايت ''هذه الوثائق تشير إلى أن طهران بدأت برنامج يهدف لبناء قنابل نووية، أو أنها تطور قدراتها في هذا الإطار''. من جانبه، قال مهرداد خنصري، وهو دبلوماسي إيراني سابق، إنه في حالة صحت المعلومات الواردة في الوثيقة فإن ذلك سيثبت بأن الإيرانيين ''كذبوا على الجميع''. وأضاف خنصري أن ظهور الوثيقة في هذا الوقت ''مبرر'' باعتبار أنها ستصعب الموقف الروسي والصيني المعارض لفرض المزيد من العقوبات على إيران، كما سيفتح أمام تل أبيب أبواب توجيه ضربة بقرار منفرد ضد المنشآت النووية الإيرانية. وتابع خنصري، الذي يشغل حالياً منصب مستشار لدى مركز الدراسات العربية والإيرانية ''جدول الأعمال العالمي سيتبدل مع ظهور هذه الوثيقة، إلا إن تمكنت طهران من إثبات عدم صحتها''. وفي السياق ذاته ألغت الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني اجتماعاً كان مقرراً غدا الجمعة، لمناقشة آخر تطورات ملف طهران النووي وذلك بطلب من بكين، فيما جددت واشنطن تذكير طهران بأن أمامها أقل من شهر لتحسم أمرها وتستجيب لطلب المجتمع الدولي وقف نشاطاتها النووية. ونقلت مصادر إعلامية إن اللقاء بين الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا كان سيعقد غدا الجمعة في بروكسل أو على هامش اجتماعات قمة المناخ في كوبنهاغن إلا أن الصين تراجعت عن الاجتماع. وأوضح الدبلوماسي المسؤول في دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن ''أن الصين أشارت إلى مشاكل في ترتيب المواعيد، لطلب إلغاء اجتماع الدول الستة''، وأكد المسؤول أن الأسباب التي عرضتها الصين كانت حقيقية، ولم يبد أنها سعت إلى إرجاء الاجتماع. ويتزامن إلغاء الاجتماع مع تأكيد مستشار الأمن القومي الأمريكي الجنرال جيمس جونز أن روسيا ''كانت متفهمة تماماً لصبرنا، لكنها تفهم أن هذا الصبر يكاد ينفد وانه سيكون هناك تغيير في غضون شهر لا أكثر، إذا لم يتخذ الجانب الإيراني أي موقف''.