تعثر المنتخبات المتأهلة إلى المونديال دليل على تطور مستوى الكرة الإفريقية أظهر الدولي الجزائري ومهاجم لانس الفرنسي سابقا، صاحب الهدف الذهبي في مرمى نيجيريا في نهائي كأس أمم إفريقيا 1990 التي جرت بالجزائر، شريف وجاني، مساندته الكبيرة للمدرب الوطني رابح سعدان ولاعبيه متابعة مقابلات الخضر مع العائلة والأصدقاء لها طعمها الخاص التأشيرة حرمتني من الذهاب إلى أنغولا معربا في هذا الحوار عن تفاؤله بفوز الجزائر اليوم ضد أنغولا، لحسم ورقة العبور إلى الدور ربع النهائي من الكان، كما يرى ابن مدينة سكيكدة أن مستوى كأس إفريقيا تطور كثيرا مقارنة بالدورات السابقة·
ألو·· مرحبا·· معك صحفي جريدة ''الفجر'' الجزائرية، هل تذكرتني، لقد سبق لنا أن التقينا من قبل بالعاصمة؟ آه تذكرت·· كيف حالك·· أنا في الخدمة· ما هي أجواء العمل في مركز ليل الرياضي؟ نعم مثلما تعلم أنا أزاول عملي في مركز ليل الكروي بصفتي انتقائيا للاعبين الشبان عبر جميع أنحاء العالم، وكما تعلم فإنني زرت الجزائر أثناء احتضانها لنهائيات كأس إفريقيا للأمم لمنتخبات أقل من 17 سنة لهذا الغرض تحديدا· بدون شك إنك تتابع أجواء نهائيات أمم إفريقيا الجارية حاليا في أنغولا؟ بالفعل أنا مداوم على مشاهدة مباريات الكان، وخاصة المنتخب الوطني، كما لا أخفي عليك أنني حضرت نفسي للتنقل إلى أنغولا لمعايشة أجواء العرس الإفريقي·
ولماذا تعطلت إذًا؟ مشكل التأشيرة، حيث طال موعد استلامي لتأشيرة دخول الأراضي الأنغولية، ومع ذلك فإنني ما زلت أفكر في الذهاب إلى موقع الحدث، وربما سيكون ذلك مع استئناف المباريات في الدور الثاني من المنافسة· المنتخب الوطني ظهر بوجهين مختلفين تماما، البداية كانت بخسارة قاسية أمام منتخب مالاوي المتواضع، ليظهر بوجه جيد ضد مالي، دحض كل الانتقادات، ما هو تقييمك للتشكيلة الوطنية في هاتين المواجهتين؟ مثلما قال الكثير من الجزائريين، خسارة مالاوي كانت مجرد كبوة لا غير، وربما كانت ضربة موجعة، لكنها بالمقابل كانت درسا مفيدا لرفقاء القائد منصوري، الذين انتفضوا ورفعوا التحدي، مؤكدين استفاقتهم ضد منتخب مالي، والذي لم يكن مفاجأة سارة بالنسبة لي، خاصة أنني أضع المنتخب الجزائري ضمن قائمة أحسن المنتخبات الإفريقية حاليا، ولا يمكن أن ننسى ما فعله سعدان ولاعبوه خلال التصفيات الماضية، بمجرد حادث أو عثرة طريق، كانت لها أسبابها الكافية· واصل··· كما أنه لا يمكن الاختلاف مع سعدان، عندما اشتكى من عاملي الرطوبة ودرجة الحرارة، خاصة وأن معظم اللاعبين محترفون وليسوا متعودين على مثل هذه الظروف المناخية، ولا يمكن أيضا التستر على الخطة التي انتهجها سعدان ضد مالاوي، والتي كانت في متناول الخصم، الذي انتهز نقص الانسجام بين الخطوط الثلاثة، وهو الأمر الذي اختلف تماما في اللقاء الثاني ضد مالي، حيث شاهدنا المنتخب الوطني الحقيقي، كما لا ننسى أن الفوز لم يأت على حساب أي منتخب، وإنما أمام مالي الذي يملك أبرز اللاعبين وأقواهم على الساحة العالمية، أمثال كانوتي مهاجم إشبيلية الإسباني، محمد ديارا لاعب ريال مدريد، سيدو كايتا لاعب برشلونة، وسيسوكو لاعب جوفنتوس الإيطالي· ربما طالعت عبر الصحف الفرنسية ما يقال عن سوء تفاهم حاصل بين المدرب الوطني رابح سعدان والصحافة الجزائرية عقب نكسة مالاوي، كيف تعلق على ذلك؟ يجب علينا ألا ننسى أننا جزائريون، ويجب علينا الوقوف إلى جانب الخضر في السراء والضراء، وذلك ينطبق على الصحافة الجزائرية ألا تبالغ في انتقاداتها لسعدان ولاعبيه، بمجرد خسارة مفاجئة أمام منتخب مالاوي، والتي كان عليها مساندة المنتخب الوطني، وأظن أن لجوء سعدان إلى إقامة التدريبات بعيدا عن أعين الصحفيين الجزائريين كان متوقعا، ردا منه على كل ما قيل عنه من هنا وهناك· من هو لاعب المنتخب الوطني الذي كان الأحسن خلال اللقاءين الماضيين حسب رأيك الخاص؟ لا يمكنني أن أفضل لاعبا على آخر، لأن الكل يشكل مجموعة متماسكة، كما أن درس مالاوي بقدر ما كان قاسيا عليهم فإنه قادهم إلى التماسك والالتحام أكثر في اللقاء الثاني أمام مالي، وإن جئنا إلى الدليل فنجد أن الحارس شاوشي كان خارجا عن الإطار تماما في اللقاء الأول، ليستعيد مستواه في مباراة مالي، شأنه في ذلك شأن كل اللاعبين الآخرين· الكثير من التقنيين أثنوا على الأداء اللائق لوسط ميدان نادي بورتسموث الإنجليزي يبدا، فما هو انطباعك؟ إذا تكلمت عن شاوشي، فأنا عممت، ويبدا بالنسبة لي لاعب من الطراز العالي، ووجوده في المنتخب الوطني كان له أثره الإيجابي، خاصة وأن اللاعب الذي سبق له أن حمل ألوان المنتخب الفرنسي لفئة الأواسط، كان أحد اللاعبين الفاعلين ضد منتخب مالي في المواجهة الثانية، وأرجو أن يكون في المستوى أيضا في مباراة أنغولا· ألا ترى أن الجزائر لم تكن وحدها ضحية الانهزام في افتتاحيات الدور الأول، لأننا شهدنا انهزام رفيقاتها إلى مونديال جنوب إفريقيا، ونعني كلا من الكاميرون، نيجيريا وغانا وكذلك كوت ديفوار، ما هو تفسيرك؟ تفسيري للأمر بسيط، وهو أن مستوى نهائيات كأس أمم إفريقيا تطور كثيرا، بالمقارنة مع الدورات السابقة، وهو أمر جيد بالنسبة للكرة الإفريقية، فإذا كنا قد تفاجأنا بخسارة المنتخبات المتأهلة إلى المونديال، فإننا تفاجأنا بالمقابل بالأداء الراقي لمنتخبات الغابون، بوركينافسو وأنغولا· كيف تنظر إلى المباراة الفاصلة التي ستجمع اليوم المنتخب الوطني بنظيره الأنغولي مستضيف الدورة، علما بأن تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني ستحسم اليوم؟ بدون شك اللقاء سيكون صعبا للخضر، لأنهم سيواجهون منتخبا قويا يلعب فوق قواعده وأمام جمهوره، لذلك يصعب التكهن، لكن ثقتي كبيرة في سعدان ولاعبيه، وأنا أعرف قوة اللاعب الجزائري في مثل هذه المناسبات، لأنه سبق لي وأن أحسست بذات الأمر في نهائيات أمم إفريقيا 1990 بالجزائر، حينها كان تفكيرنا واحدا وكنا كتلة لا تتجزأ، وكانت الكأس من نصيبنا، لذلك نأمل أن يكون الخضر اليوم في مستوى تطلعات 35 مليون جزائري· ··· وأيضا؟ لقد سألني شقيقي عن احتمال تعادل الفريقين في لقاء اليوم، وهو ما سيدخلنا في متاهات الحسابات، في هذه الحالة، لذلك فإني أرى أن الفوز بالنقاط الثلاث اليوم ضد أنغولا، سيحسم ورقة مرورنا إلى الدور ربع النهائي، دون حسابات، وهو ما آمله إن شاء الله، كما لا يخفى عليك أن منتخب مالي يعول على الفوز بأكبر نتيجة، ليصطحب الجزائر أو أنغولا إلى الدور القادم· وكيف ترى حظوظ الجزائر في هذه المنافسة الإفريقية؟ طبعا أنا جزائري وآمل أن يذهب الخضر إلى أبعد نقطة ممكنة في الكان· أين تابعت مواجهتي المنتخب الوطني؟ في المنزل مع عائلتي وأصدقائي، حيث عشنا نكسة مالاوي معا وانتابتنا خيبة أمل كبيرة بعد اللقاء، لكن سرعان ما عادت روح الحماس والفرحة إلى منزلي، عندما استدرك المنتخب الوطني وفاز باستحقاق في اللقاء الثاني أمام نظيره المالي· بصفتك أحد صناع لقب كأس إفريقيا 1990 بفضل هدفك الذهبي في مرمى نيجيريا، ماذا تريد أن تقول لسعدان ولاعبيه؟ .على لاعبي المنتخب الوطني أن يكونوا أكثر التحاما فوق الميدان، وأنا واثق ومتفائل من أن الفوز سيكون حليفنا إن شاء الله