أبلغت القاهرة عدة عواصم عربية عدم رغبتها في استقبال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، خلال الفترة المقبلة، إلا بعد توقيع الحركة على الورقة المصرية حسب ما نقلته تقارير إعلامية، أبلغت القاهرة وسطاء في السعودية والكويت رفضها استقبال مشعل، وذلك بعد إعلان مساع كويتية عن عقد اجتماع بين مشعل والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في القاهرة، وأشارت إلى أن مصر لا تمانع من استقبال وفد من حماس في أي وقت للتوقيع على الورقة المصرية ''كما هي بلا أي تعديلات''· ونقلت مصادر إعلامية عن مصادر مصرية وفلسطينية قولها: إن حماس سبق أن طلبت من دول عربية، منها السعودية والكويت، التوسّط لتحسين علاقات الحركة مع مصر التي توترت أخيرا بعد مقتل جندي مصري على الحدود مع غزة بنيران فلسطينية إثر احتجاجات قام بها فلسطينيون على حدود القطاع· وكانت العلاقات بين القاهرة وحركة حماس قد شهدت توترا حادا في الآونة الآخيرة، خاصة بعد الكشف عن بناء مصر جدار فولاذي على حدودها مع قطاع غزة· في هذه الأثناء، رأى عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمد نزال، أنّ المصالحة الوطنية الفلسطينية وصلت إلى طريق مسدود بسبب إصرار الراعي المصري على توقيع الورقة التي تقدّم بها من دون الأخذ بملاحظات حماس عليها، مستبعدا أي انعكاس للمصالحات العربية - العربية على الوضع الفلسطيني مادامت تلك المصالحات لم تشمل مصر· ووصف نزال، حسب مصادر إعلامية، الحديث عن وسطاء آخرين في ملف المصالحة بأنه ''كلام غير واقعي''، مؤكدا أنّ لا دور إيرانيا في أي من الملفات الفلسطينية· كما دعا السلطات المصرية إلى اتخاذ قرارات جريئة لرفع الحصار عن قطاع غزة، عبر فتح معبر رفح ووقف بناء ''الجدار الفولاذي''، بما يساهم في نزع فتيل التوتر الذي شهدته العلاقات بين القاهرة وحماس مؤخرا· ونقل ''المركز الفلسطيني للإعلام'' عن الرشق، قوله ''دعونا خلال الجولة التي قامت بها قيادة الحركة في عدد من الدول العربية إلى أن يكون هناك جهدٌ مساند للدور المصري لإتمام المصالحة''، مؤكدًا وجود اهتمام لدى الدول التي تمَّت زيارتها لمساعدة الأطراف الفلسطينية على استئناف المصالحة· وأوضح القيادي في حماس أن هذا الاختناق يحتاج إلى جهدٍ عربيٍّ مساعد ومساند للجهد المصري لا بديل عنه، مضيفًا: ''استمعنا خلال زيارتنا إلى الرياض لحرصٍ سعوديٍّ على إبرام المصالحة، وليس هناك مبادرة سعودية بُلِّغنا بها''· وكان الرئيس حسني مبارك قال في خطاب له الاحد إنّ مصر لم تُدخل تعديلات على ورقة المصالحة الفلسطينية، وإنّ الفلسطينيين هم من صاغوا الورقة، واصفاً ما يتردد خلاف ذلك بأنّه ''كذب في كذب''·