استبعد مصدر دبلوماسي سوري عقد أي لقاء قريب بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) رغم إعلان الكويت عن ذلك. وكان عباس قد رفض في كلمة ألقاها أمام المجلس الثوري لحركة فتح الذي انعقد في رام الله السبت الماضي، عقد أي لقاءات مع خالد مشعل، قبل توقيع الحركة على الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية في القاهرة. وأجلت مصر الحوار الفلسطيني إلى أجل غير مسمى عقب رفض حركة حماس التوقيع على ورقتها للمصالحة بدعوى وجود تحفظات لدى الحركة على عدد من بنود الورقة ، فيما وقعت حركة فتح على الورقة ، دون تعديل. وقال المصدر القريب من ملف حماس في العاصمة السورية لصحيفة »الشروق« المستقلة: »إن رفض مصر لعقد أي لقاء بين عباس ومشعل قبل توقيع حركة حماس على ورقة المصالحة الفلسطينية التي أعدتها القاهرة، لن يتيح عقد مثل هذا اللقاء سواء كان بجهد كويتى أو بجهد سعودي«. ومن ناحية أخرى، قال المصدر السوري الذي رفض الكشف عن هويته إن المملكة العربية السعودية جددت مطالبتها لسوريا بدعم المصالحة الوطنية الفلسطينية، قبل تحديد الموقف من المفاوضات المرتقبة المتعلقة بملف التسوية الفلسطينى الإسرائيلي، وجاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرياض مطلع الأسبوع الجاري، في المقابل وعدت سوريا ببذل المزيد من الجهد على صعيد هذا الملف. وقال المصدر السوري إن سوريا ترى أن أي اختراق في هذا الملف يحتاج إلى إقناع القاهرة عبر رسائل مباشرة من العواصم العربية ومنها الرياض بأن تأخذ في اعتبارها ملاحظات حماس على الورقة المصرية وهو الأمر الذي ترفضه القاهرة بالمطلق وطلبت من أبومازن بناء عليه رفض أي لقاءات مع حماس قبل التوقيع على الورقة المصرية. وكان الرئيس الفلسطيني قد جدد رفضه عقد أي لقاءات مع خالد مشعل، قبل توقيع الحركة على اتفاق المصالحة الفلسطينية وفق الورقة التي أعدتها القاهرة بشكلها النهائي. وقال عباس في كلمة له أمام المجلس الثوري لحركة »فتح« برام الله: » نحن الآن ننتظر أي وقت تحب حماس أن توقع فيه على الورقة المصرية . وأضاف: »في حال توقيع حماس، وبعد ساعة أو نصف ساعة أو ربع ساعة، سيكون هناك لقاء معهم ولكن قبل ذلك لا، مشددا على ضرورة أن يتم توقيع المصالحة الفلسطينية في مصر«. واتهم عباس قيادات في حركة »حماس« التي تسيطر على قطاع غزة، بتعطيل اتفاق المصالحة الفلسطينية والتفاهمات التي توصلت إليها مصر خدمة لأجندات إقليمية وشخصية. وكان مشعل دعا عباس إلى لقاء ثنائي من أجل معالجة ما وصفه ب(الاختلافات البسيطة) لتوقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ عامين ونصف.