شركة فلان وأولاده، شعار يمكن أن يطبع بماء الذهب على واجهة الوزارات والبنوك والشركات الوطنية الكبرى، لأنها بالفعل أصبحت شركات خاصة تدار في الخفاء بين الأب والأبناء، بعدما صارت عائلات بأكملها ضالعة في الرشاوى والفساد على مستويات عالمية، مثلما هو حال أبناء مدير البقرة الحلوب، وابن مدير القرض الشعبي السابق، وربما لاحقا أبناء وزراء ممن قد تعصف بهم رياح التطهير التي باشرتها مصالح الدولة بأمر من الرئيس ضد الفساد· نعم، عائلات بكاملها وإطارات دولة تدفع حياتها ثمنا لحماية الجزائر من وباء الإرهاب، إذ سقط منذ أسبوع فقط ضابطان ساميان شهيدين حاملين سلاحيهما ببجاية وهما يطاردان إرهابيين في المنطقة· ماذا ترك هذان الضابطان لليتامى والأرامل الذين تركاهم وراءيهما؟، ربما لن تصل الدية التي ستدفعها الدولة لذويهم ما كان يتلقاه مدير سوناطراك في الشهر، ومع ذلك لم يحمد الله وفضل أن يسرقنا هو وشركته العائلية ويضحكوا على ذقوننا، وربما لن نعرف يوما حجم الأضرار التي لحقت وكانت ستلحق بالبلاد لو استمروا في التلاعب بالمال العام، وشكيب ما كان ليحرك ساكنا لو لم تتحرك جهات أخرى لوقف الوباء، مثلما ما كان ليفعل شيئا لو لم يتدخل زرهوني وبوتفليقة وإطارات أخرى في الدولة ولويزة حنون لقطع الطريق أمام قانون المحروقات الذي كان سيرهن ثروة الأجيال في يد أمريكا شكيب خليل· ونفس الشيء بالنسبة للطريق السيار، الذي مازال لم يكشف كل خباياه ومازال المشرفون عليه يطمعون في المزيد من الاستنفاع منه وإلا بماذا نفسر فتح أجزاء من الطريق السيار أمام حركة المرور، في حين لا توجد ولا محطة بنزين واحدة على طول الشطر الذي قطعته شخصيا من غليزان حتى برج بوعريريج، ربما لأن المشرفين على الصفقات ينتظرون الفرصة لمنحها بالتراضي بحجة ضيق الوقت، وبذلك يسندونها للأهل والأقارب، والأقربون أولى بالمعروف· ونفس الشيء بالنسبة للفضائح الأخرى التي مازال ينتظر توقيت تفجيرها أمام الرأي العام، وهي كثيرة وتمس كل القطاعات دون استثناء·