تنامت في الفترة الأخيرة، ظاهرة البناءات الفوضوية بحي المصالحة بمركز عاصمة الولاية بالشلف، وأخذت تتعاظم يوما بعد يوم، في ظل عجز المسؤولين المحليين عن توقيف هذه الظاهرة منذ أن نزح هؤلاء السكان خلال العشرية السابقة بسبب ويلات الإرهاب التي عانوها بمداشرهم وقراهم، وحتى بالولايات القريبة من الولاية· وحسب سكان هذا الحي الواقع بالمخرج الجنوبي لعاصمة الولاية، فإن هذه السكنات القصديرية والفوضوية أخذت في التوسع والإنتشار مع استغلال أصحاب الأراضي الفلاحية حاجة هؤلاء النازحين لبيع قطع من هذه الأراضي بمبالغ مالية معتبرة، الأمر الذي حول الجهة الجنوبية للمدينة إلى تجمع سكاني فوضوي كبير، دون تهيئة حضرية أو تخطيط عمراني من الجهات المختصة، وزاد من خطورة هذا الوضع الذي أضحى عليه هذا الحي وما رافقه من مظاهر اجتماعية خطيرة أثرت سلبا على السكان القريبين من هذا الحي الفوضوي، رغم أن حي المصالحة يعتبر حديث النشأة، حيث أنشىء لتخفيف الضغط المسجل على أحياء المدينة التي عرفت انفجارا سكانيا كبيرا وتوسعا عمرانيا كنتيجة طبيعية لظاهرة النزوح التي عرفتها بلدية عاصمة الولاية· وأدى هذا النزوح بمركز البلدية إلى مشاكل بالنسبة للنازحين، وحتى بالنسبة للسكان المحليين الذين أضحوا يزاحمون في مجال الخدمات من قبل هؤلاء السكان، حيث تشهد المدرسة الإبتدائية المتواجدة بالحي ارتفاعا في عدد التلاميذ بالقسم الواحد عن المعدل المسموح به· كما يعاني سكان الحي الفوضوي من غياب الخدمات والمرافق الضرورية لعدم قدرة مصالح البلدية على إنجاز أي مرفق أو تجهيز عمومي، بسبب عدم وجود مخطط عمراني كفيل بإدراج المرافق والتجهيزات العمومية بهذا الحي، الذي صار عبئا كبيرا على مصالح البلدية العاجزة عن التكفل بمتطلبات الحي· للإشارة، عرفت الولاية في الفترة السابقة ظاهرة النزوح من المناطق الريفية والنائية، والتي أدت لتمركز الكثير من النازحين بالمراكز الحضرية الكبرى للولاية، وتحوز بلدية عاصمة الولاية على الحصة الأكبر بما يصل 1063 بيت هش على مستوى 41 حي، بما يمثل أكثر من 20% من جملة البناءات الهشة المنتشرة ب 35 بلدية تضمها الولاية، حسب آخر إحصاء قامت به الوكالة الوطنية لتهيئة الإقليم·