استقطبت رياضة كمال الأجسام في السنوات الأخيرة عددا كبيرا من الشباب، خاصة أنهم يعتبرونها السبيل الوحيد للظهور بجسم تتوفر فيه شروط الأناقة والبدانة المدروسة، والذي هو من الأمور التي يفتخر بها الشاب، ومن جانب آخر تُعدّ قاعات الرّياضة المتنفّس الوحيد للشباب في ظل غياب مرافق الترفيه والتسلية· قامت ''الفجر'' بزيارة ميدانية لبعض قاعات الرياضة، وهناك تحصّلت على بعض خفايا هذا العالم، وأول شيء لاحظناه هو اكتظاظ القاعات عن آخرها، وانهماك الشباب بالعمل على الآلات في جو من الجدّ والصرامة· وأجمع مسيرو بعض القاعات الرياضية على أن نشاط كمال الأجسام يعرف إقبالا متزايدا إذا ما قورن بالأعوام الماضية· وفيما يخصّ مواقيت ارتياد الشباب للقاعات فلا يوجد وقت محدد وإنّما هناك فترات يزيد فيها الإقبال، مثلا في الصّيف· وحسب المتحدث، فإن الفترة الأكثر استقطابا للشباب تكون في فيفري ومارس وأفريل، حيث يقوم فيه الشاب ببناء جسمه لاستعراضه في الصيف·· الدعاية الإعلامية أول محفز لممارسة كمال الأجسام أكّد لنا أسامة، مسير قاعة رفع الأثقال في العاصمة، أن الدعاية الإعلامية هي أول شيء يدفع الشباب إلى ممارسة كمال الأجسام، وأضاف ذات المتحدث ''الدعاية الإعلامية التي تنتهجها وكالات الموضة والملابس تجذب الشباب لمثل هذه الرياضات''، خاصة إذا كان الشاب مهووسا بتتبع آخر صيحات الموضة العالمية، كما أن لتتبع الأفلام البوليسية وأبطال المسلسلات الأجنبية دور في انجذاب الشباب لهذه الرياضة''· رياضة تفتقر إلى المؤطرين المتخصصين وتأسّف محدّثنا لعدم وجود مؤطرين لهذا النشاط الرياضي تتوفر فيهم الخبرة والتّكوين، من أجل توجيه الرياضيين توجيها صحيحا ضمن أطر مدروسة، تمكّن الرياضي من ممارسة كمال الأجسام دون خطر على جسمه· وأضاف المتحدث أنه لا يوجد مدرّب له الخبرة لتوجيه المبتدئين في هذا النوع من الرياضات، إلا في بعض القاعات الرياضية التي يكون لديها رياضيون قدامى يعول عليهم في المشاركة في المسابقات· وأضاف ذات المتحدث:''نتأسف لعدم اهتمام المسؤولين بهذه الرياضة وعدم تسطير برامج خاصة بها، وكذا عدم وجود دورات رياضية لكمال الأجسام، فلا يوجد سوى بعض الدورات الخارجة عن الإطار الرّسمي التي يبادر بها بعض محبي الرياضة· وأكد لنا ذات المتحدث أن إقبال العنصر الأنثوي جد محتشم على ممارسة كمال الأجسام، وهي ثقافة بعيدة عن مجتمعنا، فلا تعرف الفتيات الجزائريات هذه الرياضة، إلا فئة محدودة في العاصمة· ''الميفاماص'' أهم المكملات الغذائية المستعملة ولعلّ هوس الشباب واهتمامهم المفرط بكمال الأجسام واستعراضهم لعضلاتهم متى كانت الفرصة سانحة، جعلهم يبحثون عن مختلف الأسباب التي تجعل جسمهم محل إعجاب، ومن بين السبل المستعملة تناول الأدوية الطاقوية والتغذوية، حيث يعتمد عليها الشباب بصفة كبيرة كي تظهر أجسامهم موافقة للمقاييس المعمول بها عالميا، والتي يتابعونها من خلال وسائل الدعاية المختلفة· وحسب إبراهيم، صاحب قاعة لكمال الأجسام، فإن الأدوية التي يتناولها الرياضيون تباع على شكل مساحيق وأقراص ويطلق عليها اسم المكملات الغذائية، وأهم الأنواع الشائعة''الميقاماص''،''السيريوماص''، ''ميسكل ماص'' و''الميفاجينر''· وحسب ذات المتحدث، فإن هذه الأدوية تتوفر على نسبة من الهيدروكربوهات والدسم تفوق 50 بالمائة، الشيء الذي يساعد الرياضي على كسب الحجم والكتلة والقوة التي يرغب بها· وفي سياق متصل، قال محمد، مسير قاعة كمال الأجسام، إنه يبيع هذه الأدوية في القاعة وهي تجارة مدرة للمال، حيث تقارب أرباحها ما يدفعه الرياضيون طوال الشهر· وأضاف محدثنا أن الرياضيين يمكنهم اقتناء هذه الأدوية في محلات خاصة، حيث أنها متواجدة بكثرة لأن تجارتها مربحة 100 في ,100 مضيفا:''في بداية القرن الواحد والعشرين كان في الجزائر كلها ثلاث دكاكين لهذه الأدوية في الجزائر والبليدة ووهران فقط، إلا أنها تعرف تزايدا في الآونة الأخيرة بما يلبي حاجيات الرياضيين''·