^ من مكارم الأخلاق وعظيم الخصال العفو والصفح عن المخطئين، لأن المسلم قد ينزغ به الشيطان بأن يثأر لنفسه اعتقادا منه بأن العفو والصفح ذلة ومهانة. ولكن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم يبين لنا أن التواضع ولين الجانب يرفع من درجات المؤمن في الدنيا والآخرة، فيقول “ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله“. أخرجه مسلم. وأخرج البيهقي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أدلك على خير أخلاق الأولين والآخرين؟“ قال: قلت يارسول الله نعم. قال: “تعطي من حرمك وتعفو عمّن ظلمك وتصل من قطعك“. وقال صلى الله عليه وسلم:”أمرني ربي بتسع: الإخلاص في السر والعلانية. والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وأن أعفو عمن ظلمني، وأصل من قطعني وأعطي من حرمني، وأن يكون نطقي ذكرا وصمتي فكرا ونظري عبرة“. فمن عرف بالعفو والصفح ساد وعظم في قلوب الناس وزاده الله عزة وكرامة في الدنيا والآخرة.