استعادت شوارع وساحات عاصمة الولاية المسيلة صورتها الأولى، وعاد التجار الفوضويون إلى عاداتهم القديمة بعرض سلعهم على الأرصفة المخصصة للراجلين، متسببين في خنق حركة المرور، خاصة في المدخل الشرقي الذي يشهد حركة مرورية كثيفة، وكذا وسط المدينة التي تحولت بها بعض الأماكن إلى ملكية خاصة، لا يسمح للمواطنين من ملاك السيارات التوقف فيها، مما تسبب في العديد من المرات في حدوث مناوشات لفظية سرعان ما تحولت إلى مشادات. قامت “الفجر“ بجولة ميدانية إلى بعض الأماكن التي كانت قبل شهر تنعم بالهدوء والنظافة، بعد تدخل مصالح البلدية مدعمة برجال الشرطة التي فرضت مراقبة يومية وشكلت فرقا خاصة لمطاردة التجار الفوضويين في ساحة الشهداء والكدية ووسط المدينة، وفي شوارع حي وعواع المدني وغيرها من الأماكن التي كانت تعج بهم، غير أن انسحاب هذه المصالح وتخليها عن دورها سمح بعودة تلك المظاهر السلبية التي شوهت المدينة، قبل أن تساهم في خنقها مروريا. والحال هنا ينطبق على مستوى جسر وادي القصب، وهو المدخل الشرقي للمدينة الذي يعرف حركة مرورية كثيفة، حيث يعرض عشرات الشباب سلعهم فوق الجسر مجبرين المواطنين على استعمال الطريق المخصص للمركبات التي يدخل أصحابها في مشادات مع الراجلين. كما أن الناقلين الخواص وأصحاب سيارات الأجرة الذين يتخذون من ساحة الكدية موقفا لهم ساهموا بشكل ملفت للإنتباه في عرقلة حركة المرور، حيث يتوقفون ويغادرون متى يحلو لهم متسببين في تشكيل طوابير طويلة من السيارات. ويؤكد أغلب المواطنين أنهم أصبحوا يشعرون بغياب شبه كلي للمصالح المعنية ويضيفون أن استمرار الوضع الحالي يساعد كثيرا في بروز ظاهرة السرقة والاعتداءات على المواطنين.