تعيش مجموعة من العائلات بحي الشهداء في وسط مدينة الوادي وضعا مأسويا للغاية، بعد أن عجزت عن توفير سكن عائلي لائق. وقد مرّت عليها أيّام الشّتاء بأمطارها الغزيرة وبردها القارص ورياحها العاتية وهي في العراء، ونصب هؤلاء خياما بالقرب من ملحقة المركز الجامعي بحيّ الشهداء واحتموا بالكثبان الرملية ^ لم نكن نتصور ونحن نتوجّه إلى مكان إقامة هذه العائلات أن نجد أسرة بكاملها تعيش على بعد أمتار من مقر دائرة الوادي في خيمة بساحة خالية مهجورة تقع غرب الحي المذكور، جمعت فيها العوائل بقايا خشبية وحديديّة لتشكيل ما يشبه مكانا للمبيت. سألنا الشاب فتحي التومي لماذا لجأ لهذا الحل، فأجاب بكل مرارة أن “كل الأبواب سدت في وجهي وأنا مسجل في قوائم السكن الإجتماعي منذ 8 سنوات، وكذلك المجموعة معي“. وأضاف المتحدث أنه يتقاسم هذا المسكن إلى جانب عائلته التي تتكون من 8 أفراد، وقدّم طلبا للحصول على سكن منذ 8 سنوات لكنه ما يزال ينتظر إلى غاية الآن، “ما اضطرنا للمبيت في البيوت القصديرية مع أطفالنا بعد أن طردنا المستأجرون لأننا عجزنا عن تسديد ثمن إيجار مسكن“. وفي صور من الحسرة والمعاناة، أضافت السيدة خديجة ل“ الفجر“ أنه مرت عليهم أيام الشتاء بقسوة خاصة مع تهاطل الأمطار الشهر الماضي “ولم نجد من يقف معنا، اتصلنا بكل الجهات الولائية فرفضت التجاوب معنا، أطفالي يبيتون بمعاطفهم نتيجة البرد الشديد داخل الخيمة التي نعيش فيها“. وبكثير من المرارة والأسى، تناشد هذه العائلة الجهات المسؤولة والوصيّة التدخّل العاجل لصون كرامتهم بمنحهم بيت عائلي يحميهم من قساوة الطبيعة، مضيفة أنها وضعت مؤخرا مولدها الجديد داخل هذه الخيمة وهي متخوفة من الأعراض الصحية التي قد تنجم عنها مستقبلا، لاسيما وأنها لم تزر الطبيب بسبب فقرها. نشير في الأخير أن بلدية الوادي لم تعرف توزيع السكنات ذات الطابع الإيجاري منذ سنتين وتعرف طلبات زادت عن 2000 طلب، مع عدم وجود السكن ذي الطابع الريفي الذي يسمح باستيعاب العائلات الفقيرة مقارنة بالبلديات ال 29 الأخرى المشكّلة لولاية الوادي.