وضعية مزرية يعيشها تلاميذ بلدية فرومة، التابعة لدائرة الأخضرية في ولاية البويرة، جراء نقص خدمات النقل المدرسي التي هي الآن وقف على البنات دون الذكور، الذين يجدون أنفسهم مجبرين على الالتحاق بمقاعد الدراسة مشيا على الأقدام، مع قطع مسافات تصل أحيانا إلى ال 12 كلم ذهاب وإيابا، متحملين الظروف المناخية الصعبة التي تعرفها هذه المنطقة المتميزة بانخفاض درجات الحرارة كونها تقع في منطقة جبلية، تتميز بتساقط الثلوج على قممها في فصل الشتاء. ومن خلال الجولة التي قمنا بها عبر بعض مناطق البلدية، الواقعة على بعد حوالي 80 كلم شمال غرب عاصمة الولاية المتاخمة لولاية المدية، والتي لا تبعد عنها إلا بحوالي 17 كلم، لاحظنا حجم المعاناة على وجوه التلاميذ الذين تحدثوا إلينا عن الظروف الصعبة التي يدرسون فيها جراء نقص خدمات النقل المدرسي، التي حرموا منها بسبب قلة الحافلات، إذ أنهم ينهضون باكرا لخوض غمار العدو الريفي للالتحاق بالمؤسسات المدرسية متحملين الظروف المناخية. وذكر البعض منهم أنهم ينهضون على الساعة ال 5 صباحا للوصول إلى المدرسة على الساعة ال 8 صباحا، طبعا مشيا على الأقدام بالنسبة للذكور، أما البنات فإنهن مستفيدات من خدمات النقل المدرسي من خلال تخصيص 4 حافلات تحمل أكثر من طاقتها الحقيقية، إذ أن الحافلة الواحدة تحمل في الرحلة الواحدة عددا من البنات يصل إلى 70، في حين نجد أن عدد المقاعد المرخص بها لا يتجاوز ال 35 مقعدا، مما يؤثر سلبا على حالة الحافلات التي تنتقل بين القرى والمداشر المتميزة بتضاريسها الوعرة ومنحدارتها ومسالكها الصعبة. وأوضح رئيس البلدية، زنيتر عمر، أن البلدية تعاني عجزا في هذه الخدمات بسبب قلة وسائل النقل، حيث تمت مراسلة مختلف الجهات لتدعيمها بحافلات أخرى لا تقل عن 6 حافلات لتفادي الاكتظاظ وحرمان الذكور الاستفادة منها، ولذا فإنه يوجه نداء للجهات المعنية للتكفل بهذا الانشغال الذي أصبح يؤرق المنتخبين وأولياء التلاميذ، خاصة أن المتوسطة الوحيدة بالبلدية أصبحت تشتغل أكثر من طاقتها، حيث أن عدد التلاميذ المسجلين بها حاليا يقدر بأكثر من 1100 تلميذ وتلميذة، في حين نجد أن قدرتها الحقيقية مقدرة ب 800 مقعد بيداعوجي، مما حرم الذكور من تناول وجبة الغذاء بالمطعم المدرسي وأجبرهم على الصوم أو تناول وجبات باردة عبر المطعم الوحيد بالبلدية. وفي ظل هذه الوضعية، فإن الدعوة تبقى موجهة للسلطات المعنية بالتدخل وذلك بالإسراع في تزويد المنطقة بعدد من الحافلات والشروع في بناء متوسطة جديدة للتخفيف من الضغط الذي تعرفه المتوسطة الحالية بالبلدية، خاصة أن مشروع إنجاز أول ثانوية بالبلدية يعرف وتيرة متسارعة، مما يسمح بتسلم هذا المشروع التربوي خلال الموسم الدراسي القادم.