لقد أبدع المنتخب الجزائري كثيراً في مباراة ربع النهائي لكأس أمم إفريقيا 2010 بأنغولا، والتي كانت أمام منتخب ساحل العاج القوي، الذي كان أحد أكبر المرشحين للقب القاري. عبر هذه المباراة علمنا المحاربون دروساً وعبر، وأكدوا لنا أنه لا يوجد كبير على الإطلاق، وإنما الكبير فقط بعمله وإنجازه، فقد اعتمد دروغبا ورفاقه على نجوميتهم، ووقع أسمائهم على الجميع والتي ظنوا أنها ستكفيهم للعبور وإحراز اللقب، ونسوا ما فُعل بهم في النسخة الماضية من البطولة. صراحة كان اللاعبون الجزائريون مخلصين جداً ومجتهدين للغاية، وكانوا في قمة الإبداع والروعة، وكما قيل ”لكل مجتهد نصيب” فهم قد اجتهدوا وحققوا الانتصار. لقد كنت بالفعل كبيراً أيها المنتخب الجزائري! أثبتم لنا أنكم بالفعل كبار، وبالفعل عظماء، وبالفعل محاربون ومقاتلون. أيها ”الخضر” لقد علمتمونا درساً، بل دروساً، في الإتقان، الإخلاص، الاجتهاد، حب الوطن، حب العمل، عدم الاستهتار، والاستخفاف بالمنافس، عدم الخوف مهما كان المنافس كبيراً ويخشاه الجميع، وعدم القلق أو التوتر والحرص على مصلحة الجماعة والتعاون، ما أروعكم! الشكر لكم أيها ”الخضر”، فقد عرفنا منكم كيف هو التحدي، والإصرار، والعزيمة، وكيف يمكن للمرء أن يحقق مراده، وأن ينال مناه، لقد عرفنا ما هو التفاني، والتضحية، وبذل الذات في سبيل إحراز ما نصبو إليه. لقد تعلمنا منكم ما هز حب الوطن، وكيف يكون، وما هي القومية. حفظكم الله من كل سوء وأدامكم من أجل بلادكم ومن أجل إسعاد الملايين، وأدام بذلكم وعطاءكم. في تلك اللحظات الرائعات، عرفنا كيف يمكن للإنسان أن ينسى نفسه، وأنانيته، في سبيل تحقيق غاية سامية، وهدف نبيل، لجعل اسم الوطن عاليا وتعريف العالم به. تواضعتم وعملتم بصمت ونكران ذات، فكان هذا الإنجاز، اجتهدتم فنلتم، ونحن من هنا نتمنى لكم مزيدا من العطاء والتقدم. الشكر أجزله للصحفي والإعلامي البارع الأستاذ حفيظ دراجي، فقد أعجبني كثيرا اعترافه بصراحة وبكل وضوح وشفافية، حتى وإن كان هذا الوضوح ضده أو ضد مصالحه، طالما أنه مع الحق، فتعلمنا منه الإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه، فله كل الشكر على هذا، وقد كان موقفه هذا حين لم يحتسب حكم المباراة هدفاً للمنتخب العاجي بداعي التسلل وذلك بإشارة من مساعده لعدم وجود تسلل، فأخطأ الحكم ومساعده في ذلك وكان تقديرهما بعيداً عن الحقيقة، ولكن دراجي تعامل مع الأمر بروح رياضية عالية، وهذا دأبه، فالاعتراف بالخطأ وعدم أحقية ما تم احتسابه بالخطأ حتى وإن كان يصب في مصلحتك لهو شيء عظيم. ليت العرب كلهم يفيقوا، حينها، لا أعتقد أنه سيوجد من يوقفهم. محمد جعفر موسى محمد عثمان/ السودان