المصريون ما زالوا يرددون أكذوبة أنهم علموا الشعب الجزائري العربية، وأنهم حرروا الجزائر من الاستعمار! بالأمس تابعت تكريم الرئيس المصري حسني مبارك للفريق المصري بمناسبة فوزه بكأس إفريقيا، وقد قدمت للمشاهد الفضائيات المصرية التي قالت إن مصر علمت الجزائر العربية، قدمت لنا مقاطع من خطاب مبارك فيها 5 جمل منتقاة، ولسوء حظ هذه الفضائيات أن الرئيس المصري الذي لبلده وشعبه فضل تعليم الجزائر العربية قد ارتكب 5 أخطاء نحوية في الجمل الخمسة التي بثت على الهواء.. حتى أن أحد الأطفال الجزائريين يدرس في المتوسط انتبه إلى الأخطاء النحوية التي ارتكبها الرئيس وقال: لماذا لا يعلم المصريون رئيسهم العربية؟! ويعلمون الشعب الجزائري؟! إنها قلة وطنية منهم؟! ولماذا لا يتساهل معنا أستاذ العربية في الجزائر ويجذع لنا الأنف والأذن عندما نخطئ في العربية ونستفهم عن العاقل ب”ما” بدل الاستفهام عنه ب”من”؟! والحال أن رئيس الذين علموا هذا الأستاذ العربية في الستينيات ما زال يرفع ب”على” ويجر ب”قال”؟! ولا أحد يصحح له الخطأ فما بالك بأن يمس أذنه؟! الأستاذ محمد حسنين هيكل، الصحفي المعروف، قال ذات يوم في قناة الجزيرة إن الرئيس مبارك لا يعرف شيئا في الحياة سوى الآلات القياسية التي تدرب عليها في قيادة الطائرات! وأن الآلات القياسية في الطائرة هي التي تحدد له كل شيء! وخارجها لا يعرف التصرف! وقال هيكل أيضا كلاما آخر فيه وصف أطلقه على الرئيس مبارك ونقله عنه صحفي إنجليزي، وهو الوصف الذي جعلني شخصيا أكره أكل جبنة ”لافاش كيري” اللذيذة التي كان عبد الناصر يحب أكلها أيضا! ويقال إن جبنة ”لافاش كيري” التي داوم ناصر على أكلها هي السبب في انسداد شرايينه وأدت إلى وفاته بالسكتة القلبية! لقد قال لي ذات يوم أحد المسؤولين في السفارة المصرية بالجزائر.. اكتب ما تشاء عن مصر ولا تقرب الرئيس! فقلت له: هل يوجد في مصر ما يمكن أن يكتب عنه غير الرئيس؟! فها أنت في الجزائر ولا يهمك من أمر ما يكتب عن مصر غير ما يكتب عن الرئيس؟! مع أن قانون الإعلام الجزائري يحمي أيضا رئيسكم من الكتابة عنه بسوء.. لكن لا يحميه من النقد بأدب مثلما هو متعارف عليه في كل التشريعات الإعلامية!