صعّدت مصر من حملتها المسعورة وغير المسبوقة على الجزائر وشعبها الجزائري على خلفية فوز الفريق الوطني على نظيره المصري، وما صاحبها من خروج المصريين عن كل الأعراف، حتى وصلت هذه المرة إلى هرم السلطة في القاهرة عندما راح الرئيس المصري محمد حسني يهدد الجزائر دون ذكرها بالاسم بعدم التهاون مع المس بكرامة المصريين، بالقول: ''مصر لا تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها'' . وذهب مبارك في خطاب له بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة لمجلسي الشعب والشورى المصري إلى حد تكرار تلك الجملة لمرتين متتاليتين. وأضاف مبارك قائلا ''نضع سياستنا الخارجية في خدمة مصر ، خاصة وأن رعاية مواطنينا بالخارج مسؤولية الدولة''، وتمادى مبارك في اتهام الجزائر والحكومة الجزائرية دون إشارة واضحة عندما قال '' إن رعاية مواطنينا بالخارج مسؤولية الدولة نرعى حقوقهم ولا نقبل المساس بهم أو التطاول عليهم أو امتهان كرامتهم''، وعاود الرئيس المصري هذه الجملة مرتين متتاليتين وسط صيحات نواب الشعب الذين راحوا يطالبونه بالرد على الجزائر، فلم يكن بوسع مبارك غير تهدئة نوابه بالقول بالحرف الواحد'' مش عوزين ننفعل بسرعة، أنا معاكم إننا ننفعل لكن نمسك نفسنا''، مؤكدا لهم مشاركته لهم نفس المشاعر تجاه الجزائر. وكرر مبارك تهديداته للجزائر في ذات الخطاب عندما قال '' ''أقول بكلمات واضحة أن كرامة المصريين من كرامة مصر ولا نتهاون مع من يسيئ لكرامة أبنائها. وفي سياق ذي صلة ذهب ممثل الشعب المصري والقائد الأول للدبلوماسية في القاهرة إلى التأكيد على أن ''مصر تقيم علاقاتها الخارجية على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ونمارس دورا فعالا بدوائر تحركنا العربي الإفريقي والدولي ، وراح يذكر بما تحرزه مصر من تقدم على المستوى الدولي على أنها تتولى حركة عدم الانحياز وسوف تتولى الرئاسة المقبلة لمنظمة المؤتمر الإسلامي''، في محاولة منه بتذكير الجزائر على ما هي عليه مصر اليوم من مكانة دولية. وختم مبارك خطابه الذي حظي بتصفيقات وتهليلات من قبل النواب المصريين ، الذين هتفوا ونادوا بالرد على الجزائر بالقول'' يجب علينا مواجهة التحديات الخارجية صفا واحدا، ونعلم أننا على الطريق الصحيح ولنا الثقة في التغلب على هذه التحديات نمضي معا بخطى مطمئنة نمضي نحو الغد بتماسك شعبنا ونضع أساسا راسخا للأجيال القادمة، لا نقدم مستقبل الوطن إرضاء لي كان. أنا أؤمن أننا في خندق واحد ندافع عن المصالح المشتركة لشعبين وتجمعنا وحدة الهدف والمصير ، أمدي يدي لكل مصري للعمل من أجل الوطن''.