يتميز المجتمع الجزائري بذوقه الرّفيع في اختيار الأفضل له من ملبس ومسكن وكذا في اختيار أشهى الأطباق في مناسباته، وأصبح الأكل من المواضيع الهامة في حياتنا، حيث يقصد محبو الأكلات المتنوعة المطاعم لطلب ما طاب ولذّ من مختلف أصناف المأكولات التي يقوم بتحضيرها محضر الأطباق، ولا يقتصر دوره فقط داخل المطعم بل يتعدى ذلك إلى ولائم الأعراس والفنادق والمؤسسات على اختلاف نشاطها. ترك “محضر الأطباق“ بصمته في المناسبات وكذا في موائد الاستقبال التي تنظمها المؤسسات والشركات والفنادق، وفي هذا الصدد ارتأت “الفجر“ زيارة بعض المطاعم المتخصصة في تحضير أشهى المأكولات التي تشهد إقبالا كبيرا من طرف الزبائن عليها، حيث نزلنا ضيوفا بإحدى هذه المطاعم المتواجدة بالعاصمة. محضّر الأطباق، مهدي صنهاجي، واحد من أهم محضّري الأطباق في العاصمة وبالضبط في حي واد الرمان، حيث استقبلنا هذا الأخير في مقر عمله “الرستمية“ الذي تحضر فيه هذه الأطباق. وفي حديثه إلى “الفجر“، قال الطاهي صنهاجي إنه يزاول هذه المهنة منذ خمس سنوات ويشتغل عنده 23 عاملا كل له وظيفته الخاصة، ويتعامل مع جميع المناسبات باختلاف أنواعها، كما أنه يقوم بتحضير الأطباق من حلو ومالح، إضافة إلى الأطباق التقليدية المحلية والشرقيةوالغربية. وأضاف ذات المتحدث بأنه يحضّر الأطباق بناء على رغبة الزبون وهذا الأخير حرّ في اختيار ما أراد من قائمة الطعام التي توضع بين يديه، مشيرا إلى أنه متعاقد مع العديد من المؤسسات الكبرى والفنادق. ولمعرفة الكثير عن نشاط هذا المحضّر دخلنا “غرفة العمليات“ لمعرفة ما يجري وراء الكواليس في المطبخ، حيث وجدنا طاقما من الطباخين يرتدون بذلات بيضاء كل يزاول وظيفته من تقطيع للخضار وطهي..الخ. وأشار المتحدث إلى أن عملية التقديم مهمة جدا، “لذا يجب التفنّن في ديكور الطبق وذلك في رسم شكل هندسي رائع التصميم لأن العين تعشق قبل المعدة“. انتقلنا بعدها إلى بلدية الأبيار وكان لنا الحظ في زيارة مطعم آخر متخصص في المأكولات التقليدية والغربية، وقال السيد سليم صاحب المطعم بأنه يمتلك هذا الأخير منذ عشر سنوات ويتخصص في صنع جميع الأكلات التقليدية كالكسكسي بأنواعه والشرقيةوالغربية على حسب الذوق، وهو ما يشجع العائلات على اختياره كوجهة لقضاء أجمل الأوقات رفقة قائمة الأكل المتنوعة التي تسيل لعاب كل زبون عاشق للأكل. محطة أخرى قادتنا إلى واحد من أشهر محضّري الأطباق في الجزائر، وبالضبط في بلدية القبة بالعاصمة، اسمه غني عن التعريف لجودة خدماته المتمثلة في أطيب المأكولات الشرقية، الغربيةوالجزائرية وأشهى الحلويات التي يقدمها للزبائن، على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية، حيث بدأ مزاولة مهنته منذ بداية التسعينيات، كما تصل خدماته إلى أكبر المؤسسات التي يتعامل معها في تحضير الولائم وحفلات الاستقبال من أعلى طراز.
وقالت عاملة بإحدى المحلات التابعة لنفس محضّر الأطباق بأن أطباق هذا الأخير مطلوبة بكثرة ومعروفة محليا وخارجيا، حيث يتعامل صاحبها مع أهم المؤسسات في تحضير الحفلات وموائد الاستقبال، إضافة إلى تعامله مع الزبائن العاديين. محطّتنا الرابعة كانت في برج البحري، حيث ابتسم لنا الحظ في التعرف على محضّر أطباق آخر، إلا أن هذه المرة تختلف عن سابقاتها كون صاحبته آنسة تدعى ساعد نصيرة ومسؤولة عن جمعية السعادة بالرغاية ذات طابع ثقافي واجتماعي، متخصصة في تكوين الفتيات في مختلف النشاطات من خياطة وحلاقة وحلويات وديكور ..الخ. قالت الآنسة نصيرة بأن مشروع إنشاء محل تحضير الأطباق كان لأهداف معينة من بينها تهيئة فرص عمل للشباب للتقليص من حدة البطالة، إضافة إلى مساعدة الجمعية الأم للنهوض بها، كما أنه فرصة لتعليم النساء والفتيات أصول الطبخ والحلويات بأنواعها من شرقية وغربية وجزائرية.
وأضافت ذات المتحدثة بأنها تسعى لتطوير نشاطها مستقبلا مع المؤسسات الكبرى كالفنادق وغيرها، حيث إن دورها في الوقت الحالي مقتصر فقط على طلبيات الزبائن في تحضير الحلويات في الأفراح والحفلات.