بوهارون، المدينة الساحلية التي تقع شرق ولاية تيبازة، تعرف هذه الأيام في شهر رمضان إقبالا كبيرا للزوار، لشراء أشهى أنواع السمك· غير أن المدينة اكتسبت شهرة واسعة بفضل مينائها الذي يعتبر واحدا من أهم مرافئ الصيد البحري في الجزائر· ''الفجر'' زارت مدينة بوهارون وحطّت رحالها في مينائها الذي يعتبر قبلة عشاق السمك، حيث يقصده محبو أكل السمك من مختلف المدن والولايات، هذا ما يؤكده ترقيم السيارات القادمة إليه من كل مكان والتي تصطف بالقرب من هذه الطاولات لاقتناء أشهى أنواع السمك الفاخرة· فالوالج إلى ميناء بوهارون يلفت انتباهه سفن الصيد الراسية على الرصيف باختلاف حجمها ونوعها، والتي تختص في صيد مختلف أنواع السمك كبيرا كان أم صغيرا، فعلى سبيل المثال سفينة ''شالوتييه'' المختصة في صيد السمك والحوت، و''القاليون'' المختص في صيد السردين بأنواعه· غير بعيد عن هذه المراكب، تنتشر الطاولات الخشبية المعروض فوقها مختلف أنواع السمك كالسردين، والسمك الأحمر والتونة والجمبري، حيث يقوم باعة السمك بعرضها بطريقة تجلب إليها الزبائن· من خلال جولتنا بهذا الميناء صادفتنا إحدى العائلات القادمة من ولاية البليدة، وأكد لنا ربّ هذه العائلة أنه اعتاد على زيارة مدينة بوهارون، ويقصدها اليوم في شهر رمضان من أجل شراء السمك لتذوّق أشهى الأطباق· توجّهنا بعدها إلى إحدى الطاولات، التي تجذبك إليها مختلف أنواع السمك وتحدثنا مع فاتح وحسين (بائعي السمك)، سألناهما عن سعر هذا السمك وكيفية صيده، فأجابا بأن هذه الأسماك تصل مباشرة من البحر بعد رحلة صيد ليلية يقوم بها مجموعة من الشباب، حيث يلقون شباكهم في البحر للظفر بشتى أنواع السمك، بالإضافة إلى سعرها الذي يختلف من نوع لآخر، فقد وصل سعر الجمبري الملكي إلى 1800دج للكيلوغرام الواحد، أما سعر السمك الأحمر فوصل سعره إلى 700 دج للكيلوغرام الواحد· من جهة أخرى، التقينا سليم ومحمد القادمين من العاصمة، سألناهما عن سبب اختيارهما لهذا الميناء فأجابا بأنهما ألفا زيارة هذا الأخير لما يحتويه من أشهى أنواع السمك الطازجة، حيث لا يمانعان في دفع مبالغ كبيرة تصل إلى 5000 دج نظير التلذذ بألذ الأطباق البحرية· ومن جهة أخرى، قال محمد ''إنه يعشق تذوق السمك وخاصة الجمبري الملكي، فهو أفضله دونا عن باقي اللحوم الأخرى حتى الدجاج واللحم· توجهنا بعدها إلى مطعم شنوه، وتحدثنا إلى صاحبه المدعو (دوني)، سألناه عن إقبال الزبائن على هذا المطعم فأجاب ''مطعمي مفتوح لكل الناس ويقصدونه من كل مكان، لتوفره على أشهى أطباق السمك، كطبق ''البايلا''، ناهيك عن الشواء بشتى أنواعه، حيث تتوافد العائلات الغنية والبسيطة لتناول السمك كل حسب مقدوره''· لقد خطفت مدينة بوهارون وميناءها الشهير الأضواء من كل المرافق والمدن الأخرى التي تزخر بها ولاية تيبازة، لتبقى الوجهة المفضلة للعائلات العاشقة لأحلى أنواع السمك، الأمر الذي يؤهلها لأن تكون قبلة سياحية على أعلى مستوى·