ما تزال معاناة آلاف المرضى المصابين بداء السرطان في سطيف، تتواصل بأجساد نخرها المرض وعبث بها الألم، وزادها التنقل المستمر نحو مناطق بعيدة بسبب انعدام مراكز خاصة بعلاج هذا المرض بعاصمة الهضاب العليا التي تسجل سنويا إصابة 5 آلاف شخص يضطر المصابون بالسرطان في سطيف وبرج بوعريريج والمسيلة وغيرها للتّنقل من أجل الخضوع العلاج بالأشعة أو الكيميائية نحو مراكز قسنطينة أو بيار وماري كوري بالعاصمة، ويتحمل في ذلك المرضى متاعب التنقل زيادة على الألم الذي يعبث بهم كما يشاء. وحسب مصادر طبية عليمة، فإن منطقة سطيف لوحدها تحصي 5 آلاف مصاب بالداء كل سنة. ويحذر البروفيسور حامدي شريف مختار، خبير لدى الجمعية الأمريكية لمكافحة السرطان ورئيس مصلحة الطب الوقائي بمستشفى سطيف، من مغبّة انتشار نوع نادر من أنواع السرطان الذي يمس الإنسان ما بين حلقه وأنفه لدى الأشخاص فوق سن الخامسة عشر، وهذا النوع يحتل المرتبة الثالثة في الجزائر، من حيث عدد الحالات المسجلة مقارنة بالأنواع الأخرى المنتشرة، مثل سرطان الحنجرة الناجم عن التدخين، وكذا عنق الرحم والثدي. وتؤكد الدراسة التي أجراها محدّثنا رفقة خبراء عالميين أن هذا النوع النادر من السرطان لا يوجد سوى في الصين الشعبية والجزائر وبعض المناطق في شمال البحر الأبيض المتوسط دون غيرها من مناطق العالم، فيما خلصت الدراسة إلى أن السبب الحقيقي لظهور هذا النوع هو النمط الغذائي المشترك بين هذه المناطق، فعلى سبيل المثال يتناول الصينيون بكثرة السمك المجفف والمملح، في حين يتناول الجزائريون اللحم المجفف أو ما يعرف ب “القديد“ في مناطق و“الخليع“ في مناطق أخرى.وينتظر المرضى الانتهاء من مشروع “دار الصبر“ ومشروع “مركز مكافحة السرطان“، حيث قدم رئيس جمعية النور لمساعدة المرضى المصابين بالسرطان حصيلة موجزة حول مدى تقدم الأشغال بمشروع دار الصبر بمنطقة الباز، والذي يعتمد رسميا على هبات المحسنين. وأكد أن المشروع الذي يتربع على مساحة 2000 متر مربع ويحوي 96 سريرا عرف تطورا مقارنة بالسنة الماضية، خاصة أن الأشغال الكبرى قد انتهت، وأضاف أن 25 بالمائة من الهبات جاءت من الولاية والمجلس الشعبي الولائي. ومن جهة أخرى، ينتظر المرضى بشغف كبير استلام المركز الجديد لمكافحة داء السرطان الذي ينتظر أن يستلم مع نهاية السنة الحالية، والذي من شأنه رفع الغبن عن آلاف المرضى من ولاية سطيف والمناطق المجاورة بالاعتماد على أحدث طرق العلاج التي ستشرف عليها طاقات كبيرة ومؤهلة، زيادة على الإشراف وبصفة دورية على الفحص المبكر لكل السكان. وتجدر الإشارة إلى أن جامعة فرحات عباس بسطيف تساهم من جانبها في مساعدة المصابين بالداء، عن طريق العمل على تكوين كفاءات في مجالات متعددة تخدم المريض، وأبرزها تكوين المتخصصين في الفيزياء الطبية.