مركز بيار وماري كوري للسرطان بمستشفى مصطفى باشا 24 مصلحة للتداوي بالأشعة عوض 14 مركزا يكلف كل واحد 350 مليار أجرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تعديلات جذرية على المخطط الوطني لمكافحة السرطان، حيث فضّل القائمون على المخطط إلغاء انجاز السبعة مراكز المتبقية من أصل 14 مركزا لمكافحة السرطان، وتحويل غلافها المالي لإنجاز 24 مصلحة للتدواي بالأشعة وإلحاقها بمؤسسات استشفائية بالولايات الداخلية، قصد تمكين أكبر عدد من المرضى الاستفادة من العلاج الجواري بالأشعة، ما من شأنه تقليل معاناتهم في انتظار المواعيد الطبية من سنة كاملة إلى أقل من ثلاثة أشهر. وأكدت أمس، مصادر مسؤولة بوزارة الصحة أن الحكومة وافقت على إجراء تعديلات جذرية على المخطط الوطني لمكافحة السرطان في الجزائر والذي باشره الوزير السابق للصحة السعيد بركات، حيث ألغت اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة المخطط انجاز سبعة مراكز وطنية لمكافحة السرطان لا تزال قيد الدراسة من أصل مشروع وطني يضم 14 مركزا انتهت الأشغال بصفة كاملة بمركزين ويتعلق الأمر بمركز مكافحة السرطان بكل من ولاية ورقلة وسطيف في حين من المقرر أن تنتهي الأشغال بخمس مراكز أخرى لتستقبل المرضى ابتداء من 2011 . وأوضحت ذات المصادر أن المراكز السبعة المتبقية من المشروع والتي لا تزال في مرحلة الدراسة حوّل غلافها المالي لإنجاز 24 مصلحة للعلاج بالأشعة، حيث يكلف مركزا واحدا لمكافحة السرطان 3.5 مليار دينار ويضم 4 مصالح، وهي مصلحة التحاليل المخبرية والتداوي والجراحة والعلاج بالأشعة وقدّر المختصون أن انجاز مصلحة التدواي بالأشعة بجوار مؤسسة استشفائية تضم المصالح الطبية الأخرى التي يضمها مركز لمكافحة السرطان كمصلحة ال تحاليل والجراحة والتداوي الطبي أفضل من انجاز مركز، حيث ستنجز الوصاية 24 مصلحة للتداوي بالأشعة في 24 ولاية بذات الغلاف المالي الموّجه لإنجاز سبعة مراكز لمكافحة السرطان بسبعة ولايات. وتهدف التعديلات الجديدة على المخطط الوطني إلى تخفيف المعاناة على المصابين بداء السرطان بتقريب مراكز العلاج من مقر سكناهم، فضلا عن إزاحة أكبر هم يؤرق المصابين بالسرطان في الجزائر بتخفيض مدة انتظارهم لموعد العلاج من سنة إلى أقل من ثلاثة أشهر، ما يتسبب في وفاة بعضهم قبل الشروع في العلاج، بسبب طول الانتظار نتيجة امتلاك الجزائر لأربع مراكز فقط لمكافحة السرطان منذ الاستقلال، حيث يلجأ كل الجزائريين المصابين بالداء إلى مركز "بيار ماري كوري" بالجزائر العاصمة ومركز البليدة ووهران وقسنطينة، بالإضافة إلى العجز في التأطير الطبي، حيث الجزائر بحاجة إلى أكثر من 500 طبيب مختص في التكفل بمرضى السرطان قبل نهاية السنة لتغطية العجز. وتسجل الجزائر سنويا ما بين 30 و35 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان، حيث لا يزال 13 ألف مريض في طابور انتظار تلقي العلاج نتيجة لنقص مرافق العلاج، حيث انصبت السياسة الصحية للبلاد منذ الاستقلال حول محاربة الآفات والأمراض الناجمة عن الحقبة الاستعمارية كالسّل وغيرها من الأمراض المتعلقة بالفقر على حساب الاهتمام بالأمراض الحديثة كالسرطان على اختلافها ما أسفر عن العجز الفادح في التكفل بمرضى السرطان سواء من جانب المرافق أو العنصر البشري.