وصف وزير الشؤون الدينية والأوقاف أمس الحملة المصرية المسعورة التي طالت كل رموز الجزائر ب"العيب المصري الكبير الذي يصعب جبره"، وقال إنه من أساء للشهداء فقد أساء للأمة الجزائرية، كما نفى أن تكون السلطات المصرية قد منعت علماء وطلبة جزائريين من الالتحاق بجامع الأزهر الشريف، مبرزا أنه سيوفد بعثة طلابية الأسبوع المقبل إلى ذات المؤسسة وصف أمس بوعبد الله غلام الله، على هامش ندوة خصصت لموضوع شهداء الثورة بدار الإمام بالعاصمة، الحملة المصرية الإعلامية التي طالت الرموز السيادية للجزائر، كالعلم والشهداء والتاريخ بعد وقبل مباراة منتخب البلدين "بالعيب المصري الكبير الذي يصعب جبره"، مضيفا أن "الإعلام المصري تطاول على أعز ما تملك الجزائر من مقومات تاريخية وحضارية كالشهداء، ومن أساء للشهداء فقد أساء للأمة الجزائرية"، كما أبرز الوزير أن هذه الطبول لم تراع أدنى اعتبار لما يجمع البلدين من روابط وعلاقات تاريخية مميزة على الساحة العربية والإسلامية والإفريقية. كما اعتبر الوزير تداول أخبار تؤكد منع السلطات المصرية من التحاق طلبة جزائريين بجامع الأزهر أمرا لا أساس له من الصحة، حيث كشف في هذا السياق عن إيفاد بعثة من الطلاب إلى الأزهر الأسبوع المقبل، وهي المؤسسة المصرية التي قال عنها "نكن لها كل الاحترام والتقدير". من جهة أخرى، حذر الوزير بطريقة ضمنية من انتشار تيارات خارجة عن المنهج الديني المقرر ببعض المساجد الوطنية، خاصة تلك التي تصدر فتاوى خطيرة، منها إبعاد صفة الشهيد عن شهداء الثورة، وحجتهم في ذلك أن الشهداء استشهدوا في حق الوطن وليس في حق الدين، متناسين أن الثورة كانت باسم "الله كبر"، وأنها جاءت لتحرير الشعب الجزائري من الاستعمار الفرنسي الذي ألغى وحارب كل ما له صلة بالهوية الوطنية والانتماء الحضاري والديني، وإنقاذها من التنصير، وهنا تدخل عميد السفراء الجزائريين وكبار ثوار نوفمبر، محمد صالح قبي، ليبرز أن من أكبر عوامل قدسية الثورة التحريرية هو شحنتها الدينية الإسلامية ضمن القيم الوطنية المستمدة من المبادئ الإسلامية والعربية. من جهة أخرى، انتقد غلام الله الجيل الحالي الذي لم يؤد الرسالة النوفمبرية كما يجب، بدليل وضعية الجزائر مقارنة بالدول المتقدمة، وهو أمر لم يكن ليحدث لو طبق جيل الاستقلال رسالة الشهداء، وفي هذا السياق حمل الوزير الأئمة جزءا من هذه المسؤولية، كون أن المسجد هو الآخر مؤسسة دينية واجتماعية تقع على عاتقه مهمة زرع روح الوطنية وحب البلاد، حسب تعبيره.