تحدثت مجلة “الجيش”، ضمن ملف ضخم أعدته حول التفجيرات والتجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، عن فظاعة الأمر وبشاعة مخلفاته على صحة السكان والبيئة، وأشارت المجلة إلى أن فرنسا تسعى إلى التهرب من المسؤولية خلافا لما اعتمدته الولاياتالمتحدةالأمريكية، من خلال وضع قانون يشترط عدة معايير لتعويض ضحايا التجارب النووية، يستحيل توفيرها بعد 50 سنة، أهمها إثبات الإقامة أو السفر إلى مراكز التجارب النووية وإثبات العلاقة الموجودة ما بين المرض والتجارب. وتطرقت مجلة الجيش في عددها الأخير، تحت عنوان “صمت رهيب وآثار لا تنسى”، إلى قضية إثبات العلاقة بين التعرض للإشعاعات والمرض، وتكلمت عن طريقة لحساب احتمال الخطر النسبي حسب نموذج رياضي وضعته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يعتمد على مقاييس معينة، هي السن أثناء التعرض للإشعاعات، درجة التعرض، الجنس، السن، وقت ظهور المرض، طبيعة المرض، الفترة الممتدة بين التعرض للإشعاعات وظهور المرض. وحسب ملف المجلة، فإن الأمراض الناجمة عن التعرض للإشعاعات، هي أمراض سرطانية وغير سرطانية، كأمراض القلب والشرايين والعين، بالإضافة إلى حدوث تشوهات في الجهاز الوراثي، تنتقل إلى الأجيال القادمة، وهي ناجمة أساسا عن تلوث داخلي وخارجي عن طريق التعرض للإشعاعات أو استنشاقها وبلع مواد سامة. فعند حدوث انفجار نووي يتم طرح عدة مواد مشعة، بعضها غير ضار لصحة الإنسان، وهناك مواد مشعة لها آثار معروفة على الصحة، منها اليود، ويثبت خصوصا في الغدة الدرقية لدى الرضع والأطفال والنساء، ويمكن أن يكون سببا في الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، وكذلك السيزيوم 137 والسترونسيوم 90 وتصل مدة بقائها في الهواء حوالي 30 سنة، وبإمكانها أن تخترق جسم الإنسان بصفة مباشرة، أو من خلال السلسلة الغذائية، حيث يمكن أن تتسبب في أمراض سرطانية. أما البلوتونيوم، الذي يعتبر مادة مشعة ومادة أولية للقنبلة، فإنه سام إلى أقصى درجة، ومدة بقائه في الهواء تقدر بحوالي 24 ألف سنة. كما أوضحت أن المرسوم التطبيقي لتعويضات ضحايا التجارب النووية حصر قائمة الأمراض السرطانية في 18 نوعا سرطانيا فقط، دون أخذ الأمراض الأخرى بعين الاعتبار. وهذه الأمراض هي سرطان اللوكيميا، وهو ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن، سرطان الثدي عند المرأة والغدة الدرقية خلال فترة النمو، سرطان الجلد باستثناء القتامى الخبيث، سرطان الرئة، القولون، الغدة اللعابية، سرطان المريء، المعدة، الكبد، المثانة، المبيض، الدماغ والجهاز العصبي المركزي، العظام والنسيج الضام، الرحم، الأمعاء، المستقيم، وسرطان الكلى.