حذرت النقابة الوطنية لعمال التربية من “المغالطات” التي يتم تسويقها في أوساط موظفي القطاع، متهمة النقابات التي تبنت الإضراب المفتوح ب”استغلال الأساتذة لتحقيق مطالبها الشخصية”، في الوقت الذي أبدت فيه قلقا شديدا اتجاه تجاهل الوصاية لمطالب المساعدين التربويين، وعواقب الزيادات الهزيلة التي جاء بها ملف التعويضات، خصوصا لمستخدمي المصالح الاقتصادية. تطرق بيان صادر عن النقابة وقعه الأمين العام بوجناح عبد الكريم، استلمت “الفجر” نسخة منه إلى الغموض والقلق الكبير الذي يخيّم على الساحة التربوية جراء الإضراب المفتوح الذي يتواصل للأسبوع الثاني، متحدثا عن “مغالطات” يتم تسويقها في أوساط موظفي القطاع، وطالب “وزارة التربية بالكشف عن المطالب الحقيقية لأصحاب مبادرة الإضراب، حتى لا يبقى مستخدمو القطاع ضحايا هذه المغالطات ويقف كل صاحب ضمير على حقيقة النقاط التي يتم التفاوض حولها في مكاتب الوصاية، والتي لا علاقة لها حسب ذات البيان بما يسوق له على مستوى القواعد. واستنكر أعضاء المكتب الوطني للنقابة الذين اجتمعوا مؤخرا الصمت الرهيب لوزارة التربية الوطنية، التي لم تكلف نفسها حسب البيان عناء الالتفات لانشغالات هذه الفئة المهمة من موظفي القطاع، رغم الإضراب الذي يباشرونه منذ أزيد من أسبوعين، بعد نداء التنسيقية المنضوية تحت لواء النقابة للمطالبة بتحسين ظروف العمل وتمكينهم من حق الترقية وتحسين تصنيفهم في ظل صدور النظام التعويضي لموظفي القطاع، الذي جاء مخيبا لآمال تطلعاتهم وبالأخص موظفي المصالح الاقتصادية، الذين تبين أن قيمة الزيادة لا تسمن ولا تغني من جوع. والأخطر هو بقاء فئة الأسلاك المشتركة في طوابير انتظار صدور ملف التعويضات الخاص بهم على حد قول بوجناح عبد الكريم، الذي طالب بالاستعجال في الإفراج عن هذا الأخير، وكذا الإسراع في إصدار القرار الوزاري الجديد الخاص بتسيير الخدمات الاجتماعية، على ضوء المقترحات التي جاءت بها نقابات القطاع والكشف عن التدابير الخاصة بطب العمل. وطالبت النقابة في الأخير بتدخل السلطات العليا للدولة وعلى رأسها رئيس الجمهورية، التدخل لإنقاذ القطاع من كارثة السنة البيضاء، وتمكين المدرسة الجزائرية من أداء مهمتها التربوية في أحسن الظروف. من جهته اعتبر المكلف بالإعلام للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين عمراوي مسعود، اتهامات نقابة عمال التربية باطلة لا أساس لها من الصحة، وأن المطالب الخفية ما هي إلى مناورة لتكسير الإضراب، ورد قائلا “إن نقابة عمال التربية لها وجهان، من جهة تستنكر الإضراب، ومن جهة أخرى تزج بالمساعدين التربويين في إضراب مفتوح”، مضيفا “نترك الحكم والفصل الأول والأخير للقواعد التربوية”. أما المكلف بالإعلام ل”الكناباست” بوديبة مسعود فقد فضل الاكتفاء بأن مطالبهم معروفة لدى العام والخاص وأنها جد مشروعة.