يتجه تلاميذ المدارس نحو سنة بيضاء بسبب الاضطرابات التي عرفتها السنة الدراسية منذ انطلاقها، بداية من تسبب الإضراب الذي شنه الأساتذة شهر نوفمبر في تأخير سير البرامج لمدة تزيد على 21 يوما وكذا التذبذب الذي خلفته مباريات المنتخب الوطني التي ساهمت في مقاطعة التلاميذ لأقسامهم الدراسية عدة مرات إضافة إلى ما ستسفر عنه قرارات النقابات الداعية إلى الإضراب جراء عدم تلبية مطالبها وحسب الناطق باسم مجلس ثانويات الجزائر، عاشور إيدير، في تصريح ل ''الفجر'' فإن البرامج الدراسية شهدت تأخرا يزيد على 45 يوما خلال الفصل الأول فقط، نتيجة تأخر الدخول المدرسي في العديد من ولايات الوطن، والإضراب المفتوح الذي دخل فيه مستخدمو القطاع لمدة ثلاثة أسابيع كاملة، وكذا الأيام التي فضل التلاميذ قضاءها في بيوتهم لمشاهدة مباريات الفريق الوطني· وعبر عاشور إيدير عن استحالة تعويض كل الساعات الضائعة مؤكدا أن 21 يوما من إضراب نوفمبر لم يتم استدراكها كليا، في الوقت الذي ستتكاثف فيه الإضرابات شهر فيفري التي تبنتها ودعت إليها نقابات القطاع، بسبب عدم تلبية الوزير لوعوده، على حد قول المتحدث، محملا إياه مسؤولية الاضطرابات الحاصلة بالقطاع· وقال رئيس نقابة أساتذة التعليم الثانوي والتقني، مزيان مريان، إن اهتمام التلاميذ بمباريات الفريق الوطني أصبح أمرا خطيرا يستدعي التدخل السريع قبل أن يكون ذلك على حساب الدراسة· ودعا مزيان الأولياء إلى تحسيس أولادهم والتدخل في نفس الوقت للضغط على الوصاية لتلبية مطالب الأساتذة من إفراج سريع على ملف التعويضات والتكفل بملف أموال الخدمات الاجتماعية، وغيرها من الانشغالات لتفادي إضرابات قد تؤدي إلى سنة بيضاء· وحذر المكلف بالإعلام على مستوى نقابة ''الانباف''، عمراوي مسعود، من نتائج كارثية نهاية السنة إذا استمرت الأوضاع على حالها سواء على التلاميذ أو الأساتذة، داعيا إلى تدخل وزير التربية· من جهته، أكد رئيس فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ، الحاج دلالو، أن الأمر لا يستدعي القلق والخوف، مستبعدا وقوع سنة بيضاء، باعتبار أن أيام إضراب 21 يوما قد تم تعويض أغلبيتها، وأن مطالب النقابات ستلبيها الوزارة عن طريق الحوار والتفاوض، وبذل جهودها مع الحكومة للخروج بمنح وعلاوات ترضي عمال القطاع· موازاة مع الإضراب الذي قررت النقابة الوطنية لعمال التربية شنه بداية من 31 جانفي الجاري لمدة أربعة أيام متجددة شهريا، سارع وزير التربية الوطنية، أبوبكر بن بوزيد، إلى استدعاء الأمين العام للنقابة، بوجناح عبد الكريم، لعقد لقاء اليوم معه والنظر في كيفية الاستجابة لمطالبهم قبل الشروع في الاحتجاج· وحسب تصريح بوجناح ل ''الفجر'' فإن قرار الإضراب لا رجعة فيه، إلا في حالة واحدة تكمن في إعطاء شيء ملموس فيما يخص مصير ملف التعويضات، الذي شرعت لجنة الحكومة في مناقشته، زيادة على إعطاء وعود مكتوبة تتعلق بالتكفل بانشغالات عمال القطاع من الأساتذة والمساعدين التربويين، بعد الإجحاف الذي مسهم في القوانين الأساسية، بالإضافة إلى المشاكل المتراكمة بسبب الحجم الساعي المكثف وملف التقاعد· وحذر بوجناح من اختزال اقتراحاتهم في مشروع ملف المنح والعلاوات، مهددا بإضراب مفتوح يتحمل الوزير عواقبه