اختتمت، مساء أول أمس، بقاعة الأطلس بالعاصمة، فعاليات اللقاء الأول؛ الذي جمع ثلة من رجال الإعلام الثقافي، على مدار يومين لدراسة واقع الإعلام الثقافي في الجزائر، المنظم من طرف ”المنتدى الجزائري للإعلام الثقافي”، الذي شهد حضور نخبة من أهل الثقافة والإعلام كالروائي أمين الزاوي، والروائية والوزيرة السابقة زهور ونيسي شهد يوم الإختتام عديد النشاطات التي تركزت في الأساس بين ورشات عمل استفاد منها بعض الإعلاميين الذين يشتغلون بالقسم الثقافي، وبين الندوات التي نشطها أساتذة وبعض الفاعلين في الحقل الإعلامي من الجزائر والمغرب ولبنان، حيث شكل موضوع ”مكانة الإعلام الثقافي في المؤسسات الإعلامية”، محور نقاش نشطه الباحث والأستاذ الجامعي بلقاسم مصطفاوي، والإعلامي جمال الدين حازورلي، حاول فيه المحاضران أن يجيبا على عدة إشكاليات تشغل الحقل الإعلامي الثقافي، خاصة تلك التي تتعلق بترقية وأداء الإعلام الثقافي بما يتماشى والراهن الحالي للمشهد الثقافي في الجزائر. وفي هذا الصدد، أكد مصطفاوي على غياب الإعلام الثقافي المختص في الجزائر، رغم احتواء الجزائر على عدد كبير ومعتبر من الجرائد اليومية تفوق 80 يومية، أغلبها لا تهتم بالشأن الثقافي، بدليل أننا نجد نصف هذا العدد أو أكثر لا يحتوي على صفحات ثقافية، وهو الإجراء الذي أضحى ينتهجه القائمون على تلك اليوميات فيما يتعلق بالصفحة الثقافية التي عادة ما تتم التضحية بها لأجل المادة الإشهارية التي تعود بأرباح مادية على الجرائد. من جهته قدم الإعلامي القدير جمال حازورلي، صاحب برنامج ”سينيراما” الذي يبث عبر الإذاعة الوطنية، عدة تساؤلات حول الحراك السينمائي وما يقدمه من حراك ثقافي في المشهد العام الوطني، خاصة عبر أمواج الأثير، مقدما تجربته الشخصية التي تزيد عن ال20 سنة من التواجد في الساحة الإعلامية الثقافية الوطنية. فيم تطرق الحضور في موضوع ”الإعلام الثقافي بين النخبوية والجماهيرية.. البحث عن الخصوصية”، إلى مختلف تجارب الصحافة الثقافية في بعض البلدان العربية، حيث قدمت الإعلامية اللبنانية سوسن الأبطح، نبذة عن الصحافة الثقافية في لبنان في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، منوهة بالكتّاب الكبار الذين كانوا يغذونها، مثل الكاتب جبران خليل جبران وتوفيق حسن وغيرهم، حيث تحولت كتاباتهم فيما بعد إلى رصيد ثقافي عربي وصنعت آنذاك نقاشا فكريا عربيا، رغم حلول وسائل الأتصال الحديثة خاصة الأنترنت، تضيف المتحدثة. وأبرزت الأبطح، خلال هذه المداخلة، مميزات العمل الثقافي الفني، الذي أكدت على كونه قادرا على تقديم خدمة كبيرة لأي دولة عربية ولأي مجتمع، مشيرة إلى أن الصحافة الثقافية تزدهر هنا وتتقهقر هناك، وينتقل من حين إلى آخر الدور الريادي للثقافة من بلد إلى آخر، ويرجع ذلك إلى انغلاقها على نفسها رغم أن العالم يتغير باستمرار. وبدوره تطرق الأستاد رشيد إدريسي من جامعة الدارالبيضاء المغربية، لموضوع الصحافة الثقافية بالمغرب، فأشار إلى أنها لا تختلف كثيرا عن مثيلاتها في البلدان العربية الأخرى، مركزا على بعض ملاحق الصحافة الثقافية في الستينيات والسبعينيات التي خلقت نوعا من التألق والتأثير لفترة معينة. أما الكاتب والروائي حميد قرين، فأكد أن المسؤولية تقع على عاتق السياسيين ومسؤولي الوسائل الإعلامية المختلفة ورجال الإعلام الثقافي، مقدما عدة أسباب حول ركود الصحافة الثقافية في الجزائر. وبالمناسبة أثار المتدخلون عدة قضايا تخص الدبلجة في مجال السينما، وغياب النقد المتخصص وقلة الفضاءات الثقافية، إلى جانب القطيعة بين النخب وانعدام اهتمام القراء وغياب الاتصال بين الصحافة الثقافية والجامعة. وشهد يوم الإختتام كذلك، توزيع شهادات مشاركة على الإعلاميين الذين شاركوا في فعاليات الورشات التكوينية التي تناولت موضوع ”الروبورتاج الثقافي” تحت إشراف الإعلامية سوسن الأبطح، وموضوع ”النقد السينمائي” تحت إشراف الإعلامي عبد الرزاق هلال.