ُ أعيد انتخاب محمد تشولاق لعهدة جديدة في منصب الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، خلال أشغال المؤتمر الثالث للفدرالية التي يوجد على رأسها منذ سنة 1991، حيث زكى المشاركون البالغ عددهم 300 مندوب هذا المسؤول النقابي، لتنتهي الجلسات بانتخاب اللجنة التنفيذية للاتحادية، وأمانة الاتحادية المتكونة من ثمانية أعضاء. وعرفت أشغال المؤتمر الذي عقد أول أمس بفندق الرياض بسيدي فرج تزكية عبد المجيد سيدي السعيد للأمين العام المنتهية عهدته محمد تشولاق، حيث وجه دعوة للمندوبين لإعادة انتخابه على رأس الاتحادية انطلاقا من مبدإ “الاستقرار واستمرار العمل والمهمة التي بدأها على رأس هذه النقابة منذ توليه زمام أمورها منذ قرابة 20 سنة”. وجاءت دعوة سيدي السعيد كرد فعل على بعض المعارضين الذين اتضح مع مرور الوقت أنه كان بإمكانهم في وقت من الأوقات التأثير على سير المؤتمر، وأبدوا معارضة شديدة لعودة تشولاق على رأس الفدرالية، حيث راحوا أثناء تناوله الكلمة يحملونه مسؤولية تفرقة صفوف الاتحادية ويشوشون عليه لمنعه من الحديث للمؤتمرين، إلا أن تدخل سيدي السعيد أعاد الأمور إلى نصابها وهدأ المحتجين حيث لعب على أوتار التضامن النقابي، ودعا إلى وضع الخلافات جانبا، مطالبا الجميع بطي صفحة الماضي، وجعل المؤتمر الحالي منطلقا جديدا لإذابة كل الصراعات السابقة، وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات المقبلة وفي مقدمتها المفاوضات بشأن الاتفاقيات الجماعية المرتقبة مع بريد الجزائر وموبيليس واتصالات الجزائر. ليضطر محمد تشولاق الذي ضمن منذ الوهلة الأولى العودة إلى منصبه، إلى التحالف مع معارضيه ليسلم من شرهم من خلال منحهم بعض المناصب في اللجنة التنفيذية الوطنية، سعيا منه لإحداث التوازن على مستوى هياكل الاتحادية، والذي من شأنه لم شمل عائلة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، إلا أن مناصب الأمانة الوطنية كانت من نصيب مقربيه الذين تم إعادة تجديد الثقة في غالبيتهم. وأشار وزير القطاع الذي حضر أشغال المؤتمر إلى كون العمال أمام تحديات أخرى جديدة تتمثل في إعداد وتنفيذ السياسة الوطنية لتشييد مجتمع المعلومات وإقامة الاقتصاد الرقمي وفق الاتجاهات الكبرى لبرنامج رئيس الجمهورية” مشيرا إلى أنه “بفضل اعتماد الأدوات العصرية في المؤسسات الإنتاجية نطمح أن تصل حصة صناعة تكنولوجيات الإعلام والاتصال إلى 5 بالمائة من الناتج الداخلي الخام في آفاق 2013”. أما الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد فأكد أنه “يفتخر بوصفه نقابة الدولة أو الحكومة ما دام الأمر يتعلق بالبحث عن استقرار البلاد والدفاع عن حقوق العمال” وأضاف أن “الجزائر اليوم هي بحاجة أكثر من أي وقت مضى من الاستقرار” موضحا أن “السلطة في الجزائر مكونة من أشخاص جزائريين وطنيين يحبون بلدهم وليسوا مستوردين حتى نجعل منهم أعداءنا”.