عاش المواطنون الأسبوع المنصرم على وقع عدد من الإشاعات التي غذّت الشارع الجزائري بطريقة مثيرة، اضطر من خلالها العديد من المواطنين للاتصال بوسائل الإعلام الوطنية بحثا عن إجابة عن تلك الشائعات، والتي تكون بعضها وراء ظهور الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، رفقة أخويه السعيد ومصطفى أثناء استقبال النجم العالمي زين الدين زيدان رفقة أفراد عائلته. أثرت حادثة اغتيال الرجل الأول في الأمن الوطني المرحوم، علي تونسي، على الرأي العام، حيث لم يتم إلى حد الآن معرفة الأسباب الحقيقية التي جعلت أحد مساعديه يقبل على ذلك التصرف، وكانت نهايته مأساوية لعائلة الفقيد وجهاز الأمن الذي حضر بقوة رفقة السلطات العليا للبلاد لتوديعه إلى مثواه الأخير، وكانت الإشاعات قد انتشرت فور تردد خبر اغتيال علي تونسي، حيث اعتقد البعض في الوهلة الأولى أن الأمر يتعلق بعمل إرهابي، وهو ما ذهبت إليه أغلب الاتصالات المتسائلة مع قاعات الحرير. كما كان الأسبوع، الذي أعقب هذه الحادثة مليئا بالإشاعات، إذ جاءت البداية بترويج أخبار عن اغتيال الأمين العام للتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء، خالد بونجمة، بالعفرون. وعرفت انتشارا رهيبا وسط المواطنين والإعلاميين، وهي المعلومة التي سارع بونجمة إلى تكذيبها من خلال الظهور إلى العلن والتنقل إلى مقرات بعض وسائل الإعلام الوطنية. وتبعت هذه الاشاعة، إشاعات أخرى تم تداولها وجرى تكذيبها بطرق غير مباشرة، منها ما تعلق بقطاع التربية، حيث جرى الحديث عن تنحية وزير التربية الوطنية أبوبكر بن بوزيد وتعويضه بوزيرة الثقافة خليدة تومي لتشرف على القطاع بالنيابة، وقد تغذت هذه الإشاعة كثيرا بالنظر إلى حالة التململ التي يعرفها قطاع التربية نتيجة الإضراب المستمر الذي شنته النقابات المستقلة، وفي تطور ملحوظ لمنحنى الإشاعات، تحدثت "أخبار" أخرى، عن غياب غير مبرر للرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، ثم انتقالها إلى حد الحديث عن وفاته، ثم عن احتضار ووفاة شقيقه مصطفى بأحد مستشفيات سويسرا متأثرا بمرض عضال. هذه الإشاعة الأخيرة، ما لبثت أن تم نفيها حين جرى تنظيم حفل استقبال أشرف عليه الرئيس بوتفليقة يوم الأربعاء الفارط، على شرف اللاعب الدولي النجم، زين الدين زيدان، حيث التقى الرجلان بإقامة المفتي بحضور شقيقي الرئيس السعيد ومصطفى، وكذا عائلة زيدان الممثلة في والده وأخويه، وقد أراد الرئيس بوتفليقة أن يجعل من ذلك الاستقبال حدثا عائليا أكثر منه استقبالا رسميا، كون الهدف منه "التأكيد على أنه بصحة جيدة هو وشقيقه مصطفى الذي كان يعالج بسويسرا، واضعا بذلك حدا للشائعات التي راجت بشأنهما". وقد تساءل العديد من المتتبعين لمستجدات الساحة الوطنية عن خلفية والهدف من وراء الشائهات التي امتد مفعولها على مدى أسبوع كامل.