هل وضع إمبراطور الإعلام العالمي، الأسترالي روبرت مردوخ العالم العربي نصب أعينه فعلا؟ هل في استطاعته " فتح" العالم العربي والسيطرة عليه إعلاميا مثلما نجح في أستراليا وأوروبا (بريطانيا خاصة) وأمريكا؟ هل في استطاعته منافسة لاعب كبير مثل "الجزيرة" والتأثير في الاعلام الاخباري وإعادة رسم خارطة الاعلام العربي عبر فرض بصمته الخاصة مثلما فعل في بريطانيا وخاصة في أمريكا عبر "شبكة فوكس نيوز" اليمينية المحافظة؟ أم أنه سيكتفي "باللعب" في حقل الاعلام الترفيهي والفني، خاصة وأن من سيتعامل معه في المنطقة هي شركة "روتانا" التي يملكها الأمير السعودي الوليد بن طلال. وتطرح هذه الاسئلة نفسها بعد إعلان شركة "نيوز كورب" التي يملكها إمبراطور الإعلام العالمي، روبرت مردوك، أملها في إنتاج محتوى عربي يخدم 335 مليون شخص في المنطقة وخارجها تعاونها في ذلك شراكة مع "روتانا". وكانت "نيوزكورب" قد أبرمت الشهر الماضي اتفاقا لشراء تسعة بالمئة من أسهم روتانا بقيمة 70 مليون دولار مع خيار لمضاعفة الحصة. وقد أعلن مردوخ أمس أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستصبح قاعدة لتوسيع مجموعته في الشرق الأوسط، وذلك لدى افتتاح أول قمة في أبو ظبي للإعلام. وقال مردوخ، رئيس مجلس إدارة مجموعته توظف اليوم 64 ألف شخص في كافة أنحاء العالم، معلنا أنه "سينقل بعض قنواته الفضائية من هونغ كونغ" الى أبو ظبي حيث سيكون مقر عام عمليات فرع الدعاية في مجموعته للشرق الاوسط. وقال "مع هذه الاستثمارات نوجه الرسالة التالية: تراهن "نيوز كوربوريشن" على الطاقة الإبداعية لأكثر من 335 مليون شخص في العالم العربي". وفيما أكد مردوخ أنه يراهن على الابداع العربي، حث حكومات المنطقة على رفع الرقابة على وسائل الاعلام، ووجه نداء لتخفيف القواعد التنظيمية. وكانت صفقة مردوخ مع الوليد بن طلال أثارت تكهنات بأن تقوم نيوز كروب بتدشين قناة ناطقة بالعربية لتنافس بها قناتي "الجزيرة" و"العربية"، خاصة مع إعلان "نيوز كورب" أن "فوكس أنترناشونال تشانلز" ستنقل بعضا من عملياتها إلى أبوظبي. وبحسب وكالة "رويترز" للأنباء يتيح تدشين قناة "فوكس" ناطقة بالعربية ثقلا موازيا لقناة "الجزيرة" الناطقة بالانجليزية المختصة بالأخبار والأحداث الجارية والتي تبث ارسالها على مدار الساعة منذ عام 2006. وليس خافيا أن الغرب عموما وأمريكا خصوصا يتوجسون من قناة "الجزيرة" ويعتبرونها بوقا للرسائل الصوتية والمصورة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. غير أن الوكالة أشارت إلى أنه ربما لا يقتصر طموح "نيوز كورب" في المنطقة على الاخبار، لاسيما وقد صرح الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة "روتانا" عند إعلان الصفقة بأنه من غير المحتمل تدشين قناة ل "فوكس نيوز" تكون ناطقة بالعربية. وتملك "روتانا" أكبر مخزون للتسجيلات في العالم العربي ونحو 40 في المئة من الأفلام السينمائية العربية أغلبها مصرية. كما تدير "روتانا" 11 قناة تلفزيونية مجانية اثنتان منها عبر شراكة مع "نيوز كورب".