لم تعد التهديدات بالحرب ولا التصريحات النارية تستعمل وحدها في الصراع بين المغرب والبوليساريو، هناك مجال آخر للصراع، قليلا ما يقع الانتباه إليه وتعول عليه جبهة البوليساريو في النضال وإثبات الحق في الحرية والاستقلال. إنه مجال الإبداع والفكر والثقافة والفنون، ذلك أن الكثير من الأنشطة والتظاهرات التي تقام بالعديد من الدول الأوربية والتي تستقطب حضورا كبيرا، هي عبارة عن تظاهرات ثقافية وفنية. فلقضية الصحراء الغربية كتاب وشعراء ورياضيون وفنانون، وأكثر من ذلك هناك عشرات الكتب والروايات والأفلام التي تناولت نزاع الصحراء من وجهة نظر البوليساريو. بعض هذه الأعمال والكتب والإبداعات من تأليف كتاب صحراويين موالين للبوليساريو، والبعض الآخر من توقيع كتاب وصحافيين ومخرجين أغلبهم إسبان. أصدر كتاب قضية الصحراء الغربية والمتعاطفون معها، خاصة من الإسبان، 11 مؤلفا خلال سنة 2009 و22 مؤلفا سنة 2007 كأعلى نسبة من الكتب الصادرة عن النزاع خلال العقد الأخير، أغلبهم كتاب وصحافيون ومثقفون إسبان. إصدارات يقول عنها الروائي صاحب "طبيب إيفني" و"عمالقة الصحراء" "إن قيمة هذه الكتب، رغم قلتها، تكمن في أنها تضع القاطرة لكتابة تاريخ آخر عن المنطقة بكثير من الحياد والموضوعية". إصدارات في مختلف أجناس الإبداع ، تتوزع بين الرواية والقصة والشعر والكتب التاريخية. وحتى الإصدارات السياحية، لاتخلو من نفحة إبداعية، تخفي الكثير من الانتصار لعدالة القضية الصحراوية، لكنها تلقى رواجا كبيرا، خاصة أن العديد منها يحمل توقيعات كتاب كبار. وقد أصدر مثقفون، خاصة من الإسبان 11 مؤلفا مختلفا خلال سنة 2009 و22 مؤلفا سنة 2008 و31 مؤلفا سنة 2007 كأعلى نسبة كتب خلال العقد الأخير. تحمل أغلب كتب البوليساريو شحنة سياسية إذا لم نقل نفحة استقلالية حتى بالنسبة للكتب الأدبية، خاصة الشعرية منها. فأغلبية عناوين الكتب السياسية ترصد الحياة السياسية ومستجداتها وهكذا نجد فقط خلال سنة 2009 عناوين مثل "الدولة الأولى في الصحراء الغربية"، "الصحراء الغربية.. الحق في الاستقلال"، "أجراس الصحراء: الدرس القاسي في الصحراء"، "دموع شعب جريح" و"رجل في المنفى"... فمثلا نأخذ الكاتبة والصحفية كونشي مويا من مواليد1971 بمدريد، حاصلة على الإجازة في علوم الإعلام من جامعة مدريد، ساهمت في نشر العديد من الكتب الشعرية الصحراوية إلى اللغة الإسبانية، متعاطفة بشكل كبير مع الشعب الصحراوي، قدمت الديوان الشعري "موسيقى من رياح الخماسين" لعلي سالم إسلمو. وتثير هذه المؤلفات قلقا مغربيا لما لها من تأثير على الرأي العام وتجنيده لنصرة القضية الصحراوية، لأنها حسب الإعلام المغربي "حرب بالصورة والقلم، وأخرى بدبلوماسية "بوليساريو الداخل"، التي أصبح يتقن استعمالها محمد عبد العزيز وقيادة جبهة البوليساريو في نزاع الصحراء. أسلحة تخاطب العقل والوجدان والعاطفة وتأثيراتها أصبحت أخطر من طلقات الكلاشنكوف.