هي قصة واقعة جرت أطوارها في 2009 بالقرب من مدينة تيسمسيلت تصلح كسيناريو لإحدى حلقات سلسلة أفلام ألفريد هيتشكوك المرعبة، بطلاها الشقيقان "د.ساعد" و"د.غلام الله" اللذان تخلصا بطريقة بشعة من كلوندستان متقاعد من شركة مختصة في البناء 57 سنة بتوجيه 19 طعنة له بواسطة خنجر أدرته قتيلا على الفور. خطط الشقيقان للعملية بداية من 29 مارس 2009 وهذا بعدما طالبهما "ن.بوزيان" المتهم الثالث في القضية بتمكينه من سيارة مسروقة، فاتفقا على التوجه في اليوم الموالي لمحطة الخروبة للحافلات بحثا عن من ينقلهما إلى مدينة تيسمسيلت، فاتفقا مع الضحية 57 سنة، متقاعد ويعمل كلوندستان على مبلغ 4000دج كمقابل لذلك، فجلس "د.ساعد" بجانب الضحية وشقيقه "ب.غلام الله" من الخلف ولما وصلا إلى مكان يفصل بين مدينة تيسمسيلت ومهدية طالابه بالانعطاف باتجاه إحدى الطرق الترابية، ثم بالتوقف ليقضي "د.ساعد" حاجته، فنزل من السيارة وأشار إلى شقيقه "د.غلام الله"، باستل هذا الأخير خنجرا ووضعه على رقبة السائق وأمره بالنزول من المركبة إلا أنه رفضة ذلك، وحاول الدفاع عن نفسه بواسطة عصا فوجه له طعنة على مستوى العنق من الوريد إلى الوريد بطول 15 سم، وطعنتين اثنتين نحو القلب، ليركب أخاه "د.ساعد" ويكمل المسيرة الدموية التي بدأها "د.غلام الله" وهذا بإحداث 16 طعنة أخرى في مختلف أنحاء جسم الضحية ثم أنزلاه من السيارة وانتظراه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروحه البليغة ونقلاه إلى مكان بعيد به العشب واستوليا على وثائقه الخاصة ثم أحرقوها إلى جانب وهاتفه النقال، وتنقلا بواسطة سيارته إلى محطة الحافلات بمدينة تيسمسيلت، حيث سلم "د.ساعد" ل "د.غلام الله" مبلغ 1300 دج للسفر لمدينة الأغواط. واتجه "د.ساعد" بالسيارة باتجاه منزل خاله "د. عبد القادر" للتخلص من آثار الجريمة وتسليم المركبة ل "ن.بوزيان" وركنها بالقرب من منزله بغرض بيعها. غير أنه لما عاد لم يجدها، فيما سلم هاتف نقال الضحية لشقيقه الآخر "د.محمد" ليبيعه وتمكّنت مصالح الشرطة من التوصل إلى المتهم الرئيسي في القضية "د.ساعد" بناء على شهادات بعض سائقي سيارات الأجرة بمحطة الحافلات بالخروبة، كان قصدهم برفقة شقيقه "د.غلام الله" يوم الواقعة للاتفاق معهم على نقلهما لمدينة تيسمسيلت وأظهر لهم بطاقة هويته مدعيا بأنه كان يعمل بإحدى الحافلات بالمحطة رفقة والده في وقت سابق. ولما ذهبت عائلة الضحية للمحطة أطلعها السائقون بالأمر وهو ما سهل لمصالح الأمن من إلقاء القبض على "د.ساعد" الذي انكشف أمره ومكان تواجده بعدما أجرى عدة مكالمات هاتفية بواسطة هاتف نقال الضحية مع كل من "ن.بوزيان" وشقيقه، حيث حدد أحد متعاملي الهاتف النقال مكان إجراء الاتصال. وقد التمست النياية العامة تسليط عقوبات تراوحت بين 5 سنوات والإعدام في حق المتهمين الخمسة.