خطط شخصان مثلا أمام محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة أحدهما كهل (53 سنة) والثاني شاب (30 سنة) خططهما بإحكام لاستدراج أصحاب سيارات الأجرة بدون وثائق “كلوندستان” إلى أماكن منعزلة للاستحواذ على أموالهم بأي طريقة كانت دون مراعاة العواقب المترتبة عن العمليات هاته، والتي تسببت إحداها في مقتل أحد ضحاياهما تلقى على يديهما عدة طعنات على مستوى القلب بعدما تقاسما فيما بينها الأدوار لإنجاح مهمتهما. إستغرب كل من حضر جلسة محاكمة “و،رزقي” 53 سنة و “ه، خالد” 30 سنة المسبوق قضائيا في ثلاث قضايا سرقة، الطريقة التي اعتمداها لتنفيذ مخططاتهما بدقة متناهية، والتي توحي بأنهما حسب هيئة المحكمة كانا كثيرا مشاهدة أفلام الرعب للمخرج العالمي ألفريد هيتشكوك. وانطلقت العلاقة الحميمية بين المتهمين في القضية بحكم أن الكهل كان صاحب محل تجاري بالحي والشاب كثير التردد عليه، إلى أن قرر الأول (الكهل) طرد زوجته من المنزل لخلافات نشبت بيهما، واقتنع الشاب بضرورة ملازمته بالبيت طيلة سبعة أشهر كاملة كانا يتناولان فيها الخمر يوميا، ونشأت بينهما علاقات مشبوهة، كان الشاب متعود عليها منذ الصغر حسب أقواله أمام هيئة المحكمة. وظل الطرفان على هذا الحال إلى أن تبادرت إلى ذهنهما فكرة كسب المزيد من الأموال بأي طريقة كانت إلى أن اتفقا في إحدى الليالي على سرقة أصحاب سيارات الأجرة بدون وثائق “كلوندستان” بالمناطق المحاذية لباب الزوار بالعاصمة، بعد التظاهر بأنهما من عائلة واحدة (أب وإبن) وهما بحاجة إلى التنقل لمنطقة أخرى، ليباغتا صاحب السيارة الذي يقلهما في مكان منعزل، ويتولى الشاب خنقه بواسطة حبل، ويهدده الكهل بالسكين، غير أن محاولته باءت بالفشل. وعاود المتهمان في القضية الكرة مع “كلوندستان” آخر ، أب لعدة أطفال صغار السن، ترصداه بذات المنطقة السالفة الذكر، وطلبا منه نقلهما إلى برج الكيفان، وباغتاه بمنطقة نائية وأوقفاه في طريق غير معبد، بعدما خنقه “ه.خالد، وهدده “و.رزقي” بواسطة خنجر قال بأنه ملك لصاحب سيارة “الكلوندستان” الذي أودت بحياته. ووردت بعدها معلومات لمصالح الضبطية القضائية بالدار البيضاء تكشف عن تواجد أحد سائقي سيارات الأجرة بدون وثائق “كلوندستان” مقتول بطريقة بشعة بواسطة خنجر يستعمل في ذبح الحيوانات، وإثر التحريات الميدانية توصلت المصالح المختصة إلى الفاعلين الإثنين، حيث ألقت القبض في البداية على “و.رزقي” وبعد يومين من ذلك توصلت إلى شريكه “ه.خالد” الذي كان فارا قبلها إلى برج بوعريريج وعاود الرجوع إلى العاصمة عقب تلقيه لمكالمة هاتفيه من “و.رزقي” تفيد بأن الضحية الثاني الذي ترصداه قد لقي حتفه. واعترف المتهمان أثناء التحقيق معهما بأنهما ارتكبا الجرم، وأفصحا عن الدوافع التي جعلتهما يقدمان على ذلك، والمتمثلة في جني المزيد من الأموال، وبأنهما اعتمدا على عدة وسائل لتنفيذ مخططاتهما بعدما عقدا العزم على المضي في أفعالهما، والمتمثلة في خنجر من الحجم الكبير، أشرطة لاصقة لتكميم أفواه الضحايا وحبال لتكبيلهم على مستوى الأيدي والأرجل للحيلولة دون إفلات الضحية من بين أيدهما. وكشف ذات المتهمين بأن الضحية الثاني قد تمكّن بالرغم من ذلك من الإفلات من بين أيديهما، وركض إلى وجهة غير معلومة، غير أنهما - كما ورد في ملفهما القضائي - تابعاه إلى أن ألقيا القبض عليه، وقضيا عليه بتوجيه عدة طعنات بالخنجر على مستوى قلبه أودت بحياته على التو. وهي الوقائع التي تطرق إليها النائب العام بالتفصيل في مرافعته والتمس تسليط عقوبة الإعدام في حق المتهمين الإثنين بجنايتي القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد ومحاولة السرقة بظرفي الليل والتعدد.