يختلف رد فعل أصحاب المقاهي جرّاء ارتفاع أسعار مادة السكر في السوق الذي ترك آثارا على مداخليهم، خاصة أن البعض منهم لم يرفع سعر كوب القهوة بالموازاة مع ارتفاع الأسعار، أضف إلى ذلك سلوك المواطنين في استهلاك هذه المادة التي يتسم بالإسراف والتبذير أحيانا يبدو أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية لم يؤثر على عادات الجزائري الاستهلاكية، كما أثرت على مداخيل أصحاب المقاهي الذين وقعوا بين مطرقة ارتفاع أسعار السكر وسندان رفع أسعار كوب القهوة، خاصة أن معدل استهلاك مقهى واحد يتعدى القنطارين من السكر في الشهر، بالنسبة لمقهى ذي مساحة صغيرة ومحدود الزبائن. وفي هذا السياق، قال عبد الكريم، صاحب مقهى، إن 20 كيلوغرام سكر هو الحد الأدنى الذي يستهلكه مقهاه يوميّا. من جهة أخرى، قال محدثنا إن ارتفاع الأسعار أثر سلبا على المداخيل.. في إشارة منه إلى أنهم لم يرفعوا سعر كوب القهوة الذي بقي مستقرا في 15 دينار، مضيفا: “نحن نفكّر في رفع السعر إلى 20 دينارا لتدارك الخسارة”. زيادة على ذلك، قال محدثنا إن الزبون لديه ثقافة استهلاكية تتميز بالتبذير، فلا يوجد حسبه من لا يضع أقل من أربع ملاعق سكر في كوب القهوة الواحد. ويضيف محدثنا: “نسهر على راحة الزبون وتلبية طلباته ولا حق لنا في التدخل في سلوكاته، وإن كان المنطق لا يقبلها”. وفي السياق ذاته، قال صاحب مقهى آخر: “المستهلك هو من يدفع من جيبه زيادات سعر السكر، حيث أن الزيادات طالت القهوة والحلويات والمشروبات الغازية. من جانب آخر تطرق المتحدث إلى موضوع تبذير الزبائن للسكر فقال “إننا لا نستطيع الإحتجاج على الزبائن خاصة وأنهم من الزبائن الدائمين”. في حين قال آخر إن ارتفاع سعر السكر صاحبه انخفاض سعر مادة القهوة، ما جعل سعر كوب القهوة يبقى ثابتا. وعند استطلاع رأي الشارع الجزائري في الظاهرة، اكتشفنا أن أفعال الجزائريين تراوحت بين مضحك ومثير للإستغراب. توفيق، مثلا، قال وهو يضحك:”إذا أردت شرب كوب قهوة أضع ثلاث ملاعق سكر فيها، وعند انتهائي أتناول ثلاث ملاعق سكر أخرى”. أما سفيان فقال “لا أضع سوى ملعقة سكر واحدة ولا أحب أن يبقى السكر مترسبا في قعر الكوب”، واستغرب كيف أن هناك من الناس من يضع كميات معتبرة من السكر في القهوة تصل في بعض الأحيان إلى 8 أو حتى11ملعقة سكر.. لتصبح القهوة بطعم الكراميل. وتجدر الإشارة إلى أن الزبون وإن لم يفكر في صاحب المقهى أو في التبذير لابد أن يدرك أن عاداته الغذائية اليومية الخاطئة تكلفه مشاكل صحية هو في غنى عنها، ومثال على ذلك إسرافه في تناول مادة السكر أثناء شربه فنجان قهوته اليومي يشكل خطرا على صحته.