تعرف مصلحة حديثي الولادة بمستشفى بن باديس الجامعي بقسنطينة في الآونة الأخيرة، مرحلة من اللااستقرار، بسبب معطيات جديدة جعلت الطاقم الطبي العامل بها يعيش حالة من الفوضى وتداخل في المهام ترجع بالدرجة الأولى إلى النقص الفادح في اليد العاملة، إلى جانب التأطير من طرف مختصين حيث يسهر على القسم 3 أطباء إلى جانب طبيبة متعاقدة استثناء للمناوبة الليلية، أين أضحت مشاكل القسم تتعدى طلبات التوسيع والتكوين رغم وجود الإمكانيات التي لا تسعها غرفة المعاينة. هذا وامتعض كثير من العاملين بالقسم في لقاء جمعنا بهم عن سكوت المسؤولين أمام الضغط المسجل عليهم، رغم الشكاوى المقدمة والاستنجاد بهم للعديد من المرات متسائلين في نفس الوقت عن الجهة التي يتبع لها القسم، هل هو لقسم النساء والتوليد أم قسم طب الأطفال؟ وأدى تقليص مدة تربص الأطباء المقيمين في تخصص طب الأطفال والذين يتوافدون من مختلف المستشفيات داخل المصلحة من سنة إلى شهرين إلى ازدياد الأعباء على الأطباء العامين، خاصة وأن المتربصين لا يمكنهم كسب الخبرة في هذه المدة حتى تحرير وصفة طبية، كما يرفضون القيام بالمناوبة الليلية بمفردهم وتحمل الأعباء حسب تأكيدات البعض منهم ويشترطون وجود طبيب المعاينة. وعبر العاملون بالقسم عن استيائهم بعد فسخ أزيد من 6 أطباء متعاقدين للعقد مع القسم بسبب الضغط، إلى جانب الهروب من تحمل مسؤولية الرضيع المريض الذي يعد في حذ ذاته حالة مستعجلة ينص القانون على متابعته من طرف أخصائي النساء والتوليد إلى جانب طبيب الأطفال، وخوفا من تسجيل وفيات أو ارتكاب خطأ مهني يكلفه المتابعة القضائية على غرار ما حدث السنة الماضية مع إحدى طبيبات المصلحة. وأكد عاملون بالقسم أن الخطأ يحدث بسبب الإرهاق النفسي والجسدي للأطباء لكثرة الوافدين والمرضى من 17 ولاية والعمل اليومي إلى جانب المناوبات الليلية الكثيرة، كما أن الطبيب العام غير مختص في الكثير من الحالات المعقدة والتي تستلزم أساتذة مساعدين ويضاف إلى ذلك الأطفال مجهولي النسب والذين يمكث أغلبيتهم مدة شهر مع المتابعة الطبية قبل توجيههم إلى المساعدين الاجتماعيين، كما أن مشاكل القسم أضحت تتعدى طلبات التوسيع والتكوين رغم وجود الإمكانيات التي لا تسعها غرفة المعاينة. من جانب آخر، فإن القسم يستقبل المواليد والرضع المرسلين من قبل العيادات الخاصة، بغرض أخذ الاستشارة أو للمتابعة الصحية داخل المصلحة، كما أن المولود الجديد يمكن أن تحدث له مضاعفات في أي وقت، ولهذا يحتاج إلى فريق طبي كامل ومتجدد للمتابعة الدقيقة وهي المهمة المستحيلة لثلاثة أطباء عادة ما يتحولون في كثير من الأحايين إلى ممرضين ولا يمكنهم حتى أخذ أيام راحة. والغريب في الأمر أننا حاولنا التحدث مع مسؤولي هذه المصلحة غير أننا لم نجد لهم أثر، وعند استفسارنا لدى بعض الأطباء والعاملين كانت إجابتهم: "لا تكلفوا أنفسكم مشقة البحث عنهم فقد تعودوا الغياب وترك المصلحة بين أيدي الأطباء والموظفين العاديين"؟