عموم المسملين في العالم الإسلامي لم يكونوا راضين على أداء شيخ الأزهر الراحل سيد طنطاوي.. فهو شيخ ورع ووديع ولكن أداءه تميز بالضعف أمام السلطة.. فحول الأزهر من مؤسسة دينية إسلامية إلى مؤسسة سياسية لنظام الحكم في مصر! لكن الخرجة الأولى لشيخ الأزهر الجديد أحمد الطيب قد تجعل العالم الإسلامي يترحم على أداء سيد طنطاوي! فالشيخ الجديد للأزهر قال إنه سيجعل من الأزهر مؤسسة عظيمة لخدمة مصر العظيمة؟! ومعنى هذا الكلام أنه سيأتي على ما تبقى للأزهر من سمعة فلتت من ممارسات طنطاوي! الشيخ الطيب قال إنه رجل منطق، ولكن المنطق خانه عندما قال: إن الأزهر مؤسسة تعليمية دينية لاينبغي أن يخترقها الإخوان المسلمون بالطلاب المؤدلجين بإديولوجية الإخوان! لكنه وحسب منطقه لايجد حرجا في أن يكون شيخ الأزهر عضوا في حزب جمال مبارك وعضوا في المكتب السياسي لهذا الحزب! مثل هذه الأمور تنبئ بأن الأزهر سيعرف محنة جديدة تبعده أكثر عن الريادة في العالم الإسلامي! جهالة شيخ الأزهر الجديد ظهرت صارخة عندما برر ما لايبرر في موضوع مصافحة سيد طنطاوي لرئيس إسرائيل شيمون بيريز، فقال الشيخ الطيب إنه سأل الطنطاوي عن الأمر فقا له إنه لم يكن يعرف بيريز حين صافحه! هل يعقل أن يصل جهل شيخ الأزهر إلا حد أنه لايعرف رئيس الدولة التي هزمت بلاده والعالم الإسلامي 5 مرات واحتلت الأرض المقدسة للمسلمين؟! هل الأمر فيه تقصير من الطنطاوي في معرفة أعداء المسلمين؟ أم الأمر فيه تقوّل من الشيخ الجديد للأزهر! والأمران أحلاهما مر! لقد شاهد العالم الإسلامي بالصورة والصوت أن المصافحة كانت مصحوبة بالترحيب وهو ما يدل على أن المصافح كان يعرف من يصافح وبالتدقيق! فلماذا يلجأ شيخ الأزهر الجديد إلى مثل هذا التبرير المؤسف؟! ثم لماذا يقبل شيخ الأزهر القديم والجديد أن يصافح رئيس مصر رئيس إسرائيل ويعانقه ولايجد في ذلك حرجا.. ويجد الحرج في مصافحة شيخ الأزهر؟! والحال أن رئيس مصر يعين شيخ الأزهر نفسه؟! بدايات شيخ الأزهر الجديد تشير إلى أن هذه المؤسسة ستعرف انحطاطا في الأداء يجعلنا نحنّ إلى عهد الإفتاء الأزهري برضاعة الزملاء لزميلاتهم في العمل! بل وقد نصل إلى اقتداء الأزهر بالكنيسة الألمانية التي اكتشف باب الفاتيكان أن رهبانها يرضعون الأطفال! فلا غرابة أن يصدر الأزهر مستقبلا فتاوى تجبر رضاعة طلاب الأزهر لمشايخ الأزهر؟! وعندها قد نندم على أن الرئيس مبارك لم يقدم على تعيين ابنه علاء شيخا للأزهر لتسهيل مهمة تعيين ابنه جمال خليفة له بالفتاوى الأزهرية؟!