“الأزهر الشريف” أعلى مؤسسة دينية، بل ويعتبره الكثيرون أعلى مرجعية في العالم الإسلامي بأكمله، ومن هنا تأتي أهمية منصب شيخ الأزهر وسط المناصب الدينية في العالم الإسلامي. وشيخ الأزهر كمنصب بدأ رسميا عام 1101 ه ، وتولى هذا المنصب حتى الآن 42 عالما، كان أولهم الشيخ محمد بن عبد الله الخراشي، وآخرهم الدكتور محمد سيد طنطاوى، الذي تولى المشيخة عام 1996م وشغله حتى وفاته 2010. ومن وقت لآخر يثار موضوع شائك بين علماء الأزهر وهو ضرورة انتخاب شيخ الأزهر بدلاً من تعيينه لتحقيق استقلالية الأزهر، وقد انقسم العلماء فيما بينهم بين مؤيد ومعارض لهذا الموضوع، ففي الوقت الذي دعا فيه الشيخ فرحات السعيد المنجي من علماء الأزهر لضرورة أن يكون اختيار شيخ الأزهر بالانتخاب وليس بالتعيين، عارض الدكتور محمود عمارة أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، فكرة انتخاب شيخ الأزهر مؤكداً أنها ستسبب نوعا من البلبلة، وستؤدي إلى ظهور مشاكل لا غنى عنها، خاصة أن الأوضاع حاليا مستقرة ولا داعي لإثارة القلاقل حولها. ويبرر الشيخ فرحات المنجي ترجيحه لانتخاب شيخ الأزهر أنه في حالة الانتخاب سيكون شيخ الأزهر بكامل حريته قائلا: أنا أرى أنه عندما صار منصب شيخ الأزهر بالتعيين دخل المرض في القلوب، وتأثر عمل الأزهر لدرجة أن خطابه أصبح معوجا، وأصبح الأزهري يحاسب نفسه ألف مرة على الكلمة التي سينطقها. الدكتور صبري عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن- جامعة الأزهر - يؤكد ضرورة انتخاب شيخ الأزهر بدلا من ترشيحه مع تأكيد التقدير والاحترام الكامل لشيخ الأزهر سواء تم تعيينه أو انتخابه فهو قبل كل شيء رجل الدين الأول في الدولة وعلماء الأزهر جميعاً يقدرون هذا المنصب وأهميته ومكانته في قلوبهم كبيرة جدا، مضيفاً أنه في حالة الانتخاب سينعم الأزهر بجو من الاستقلال الشديد الأزهر برج مشيد لا يجوز لأحد اقتحامه بفرض بعض الأمور عليه. ويؤكد أنه من المستبعد أن ينقاد شيخ الأزهر وراء الاتجاهات السياسية أو أية تأثيرات أخرى لأنه في الأول والآخر رجل دين لا ينطق إلا بالحق.