سعيد، رجل في منتصف العمر يعيش حياة طبيعية وسعيدة مع أهله لا تنغصها سوى بدانته التي تقلق أهله على صحته والتقارير التي تبثها محطات التلفزة وتنشرها الصحف حول البدانة والأمراض التي تسببها.. لدرجة أن أصحابه المدخنين صاروا يلقون عليه المواعظ حول السمنة وآثارها الصحية !! وبعد إلحاح من الجميع، قرر مراجعة إحدى المؤسسات الشهيرة التي تعلن عن التخسيس وإنقاص الوزن وإعادة الرشاقة علها تساعده على التخلص من كرشه الذي أصبح وكأنه تهمة، خصوصا أن عدوى التفتيش انتقلت من الأجسام إلى المؤخرات ومن ثم إلى صدور النساء وليس بمستبعد أن تشمل الكروش.. وتعال يا عمي وشيلني !! فتفتيش كرش سعيد سيقتضي وقتا يفوق وقت فرز أصوات الإنتخابات العراقية!! دخل إلى المؤسسة الفخمة حيث استقبلته مجموعة من الفتيات يرحبن به وأخذته إحداهن إلى غرفة، حيث طلبت منه أن يقف على الميزان وقاست وزنه وطوله وطوال القياس، ظلت ترسم تعابير مخيفة على وجهها وكأنها ترى رجلا على وشك أن يلف حبل المشنقة حول عنقه، وأخيرا طلبت منه أن يلحقها إلى مكتبها حيث بادرته: - سيد سعيد.. بصراحة وزنك فوق المعدل بكثير وكتلة الشحم في جسمك وصلت إلى حد خطير، ولكن لا تقلق فقد جئت إلى المكان الصحيح، وسنتكفل بإنقاص وزنك حتى يصل إلى الوزن المثالي لعمرك وطولك . بدت علامات القلق على وجه سعيد الذي قال: - وكيف ستنقصون وزني؟ لا أريد أي عمليات جراحية، جاري أبو أحمد ذهب كي يتخلص من الزائدة الدودية فانتهي به الأمر أنهم ختنوه للمرة الثانية !!! وعندما ذهب للمرة الثانية لإصلاح الخطأ أجروا له عملية تغيير جنس والآن أصبح لأحمد 2 ماما وزيرو بابا!! ضحكت الفتاة وقالت: - لا لن يكون هناك عمليات جراحية بل سنغير أسلوب حياتك. قال سعيد ممازحا: - وكيف ذلك؟ هل ستزوجونني مرة أخرى ؟ لا ياستي أنا راض على حياتي. قالت له الفتاة : - لا لن نزوجك ولن نطلقك يا سيد سعيد، سنصف لك نظاما غذائيا ورياضة تساعدك على إنقاص وزنك. تعجب سعيد وقال: - يا سيدتي هل تتصورين أني لا أعرف أن الحمية والرياضة تقلل الوزن؟ لو أني كنت أستطيع التقليل من أكلي وممارسة الرياضة لما زاد وزني أصلا ولما احتجت إلى مراجعة مؤسستكم الموقرة، على أي حال كم سيكلفني هذا النظام ؟ أمسكت الفتاة بالحاسبة الإلكترونية وجمعت وطرحت حتى قالت له: - في حالتك هذه ،وبعد الخصم الخاص، سيكون 5000 دولار أمريكي فقط لا غير!! تصور مقابل هذا المبلغ التافه كم ستبدو وسيما بملابس البحر ! قفز سعيد من كرسيه واصطدم كرشه بطاولة الفتاة محدثا هزة أرضية وقال : - ماذا ؟ 5000 دولار؟ أي ملابس بحر؟ أتحسبينني هيفاء وهبي أم نانسي عجرم؟ وأنا من يجب أن يمتنع عن الأكل ويمارس الرياضة، وأنتم لا تفعلون شيئا سوى قياس وزني مرتين أسبوعيا وإعطائي المواعظ ؟ لو أردت أن أفعل هذا لاستمعت إلى خطب المسؤولين في الحكومة الذين يعِدون المواطن ليل نهار ويطلبون منه تقليص الإنفاق وترشيده كي يتحسن مستواه المعيشي دون أن يبذلوا هم أي جهد لذلك ومن ثم يلومونه على كل الأزمات !! فعلى الأقل خُطبهم مجانية وليست بخمسة آلاف دولار، ولو أني أعطيتكم هذا المبلغ فلن إحتاج إلى حمية إذ لن يتبقى لي ما يمكنني من الأكل والشرب وسأبيع سيارتي وسأضطر إلى المشي من البيت الى العمل كل يوم، وسأنحف غصبا عن عين أهلي الذين سيشاركونني هذه المتعة يوميا. خرج سعيد من المؤسسة وهو يتحسس كرشه ويقول.. والله يا كرشي وطلعت قيمتك 5000 دولار وأنا لا أدري !! سأحتفظ بك فالكرش الأبيض ينفعك في اليوم الأسود. وكل كرش وأنتم بخير..!