يتذمّر العديد من السيدات من مشكلة السمنة التي يتعرضن لها بعد الزواج، حيث تشيع فكرة أن الأرطال الزائدة ضريبة الارتباط العاطفي والتي غالبا ما تسبب مشكلة جمالية واجتماعية مؤرقة للمرأة.. وبالمقابل تنقسم الدراسات الطبية بين من تؤكد هذه الفكرة ومن تنفيها. تقول السيدة "حورية. ب"، خبيرة قانونية "في سنوات الزواج الأولى كنت أستخدم حبوب منع الحمل، فازداد وزني بنسبة معتبرة، مما سبب لي توترا كبيرا، فقررت بموجب ذلك الامتناع عن تناولها رغم أنها من أنجع الوسائل المتوفرة لتنظيم الولادات.. المهم هو أنني تخلصت من الوزن الزائد". مشكلة السمنة طاردت أيضا السيدة "كريمة.خ" (إعلامية).."سجلت زيادة خفيفة في الوزن بعد الزواج، لكنها سرعان ما ارتفعت أكثر بعد الإنجاب رغم أنني لا أتناول حبوب منع الحمل. ورغم أن صديقاتي يؤكدن لي بأن نسبة الزيادة التي سجلتها في الوزن مقبولة إلى حد ما، إلا أنني لم أتقبلها، حيث أثرت كثيرا على راحتي النفسية.. الأمر الذي يضطرني في العديد من المرات إلى اتباع حمية غذائية قاسية أملا في استعادة رشاقة ما قبل الزواج". وتؤكد السيدة "جيهان.ص" (مترجمة) أن سمنة المرأة ضريبة مباشرة للزواج، وعن دواعي هذا الاعتقاد تجيب "أنا شخصيا ازداد وزني بعد الزواج وبعد الإنجاب، رغم أنني حريصة على اتباع الحمية الغذائية"، ثم تتابع "أعتقد أن الفتيات عموما يهتمن كثيرا بالرشاقة قبل الارتباط لجذب الشريك، لكن في ظل تراكم الانشغالات والمسؤوليات بعد الزواج يسقط عادة الاهتمام بالجسد والجمال من قائمة اهتمامات المرأة ليصبح أمرا ثانويا، والنتيجة في معظم الأحوال تتمثل في اكتساب كيلوغرامات زائدة!" الاستقرار النفسي يزيد في الوزن حملنا السؤال إلى السيدة "نجية يحمي" (مختصة في علم البيولوجيا) فأوضحت "هناك عدة عوامل تساهم في زيادة وزن المرأة بعد الزواج، أولها الاستقرار النفسي، فالجهاز العصبي للفتاة يكون مشغولا - غالبا - قبل الارتباط العاطفي بقضية المستقبل والحياة الزوجية، وبما أن الجهاز العصبي يتغذى على سكر العنب فقط (الجلوكوز) المنتج للطاقة، فإنه في هذه الحالة يستهلك طاقة كبيرة جدا، تحول دون تمكن الجسم من اكتساب الوزن بسرعة. وتضيف "لكن بعد الزواج يزول الانشغال الذي كان يحوم حول الفتاة، فيقل بذلك استهلاك الجهاز العصبي لسكر العنب، ومنه تستقر المرأة عصبيا ونفسيا، فتبدأ إثر ذلك في اكتساب الوزن.. كما أنه في مرحلة الحمل يحدث في جسم المرأة تغير جذري في نظام إفراز الهرمونات، بحيث يكون إفراط في إفراز هذه الأخيرة، مما ينتج عنه زيادة في الوزن". ويمكن أيضا لبروتينات المني أن تسبب زيادة في وزن المرأة باعتبار أن مني الرجل من العناصر الغذائية التي لها دور في بناء ونمو خلايا جديدة في الجسم"، بحسب المختصة. الارتباط العاطفي يمدد العمر! وتؤكد دراسة فرنسية أن هناك علاقة وثيقة بين الارتباط العاطفي وزيادة الوزن على أساس أن الأشخاص الذين تربطهم علاقة عاطفية تزيد أوزانهم بمقدار خمسة كيلوغرامات في المتوسط خلال عام واحد.. وأن الزواج السعيد يزيد ما مقداره ثمانية كيلوغرامات للمرأة على مدار عشرة أعوام من الحياة المشتركة. وحسب نفس الدراسة، فإن الزواج يفيد الصحة النفسية والعقلية للشريكين كذلك، حيث تحدث تغييرات في الدماغ تحفز جهاز المناعة لديهما للعيش سنوات أكثر. وعموما أظهرت العديد من الأبحاث دور الراحة النفسية في زيادة وزن المتزوجين، بحيث كلما زادت مدة الارتباط كلما زاد احتمال الزيادة في الوزن، وإلى جانب هذا هناك عوامل أخرى تسبب السمنة للمرأة المتزوجة منها قضاء أوقات الفراغ في مشاهدة التلفزيون، فضلا عن بعض المراحل العمرية التي تمر بها، لاسيما في فترتي ما بعد الولادة وانقطاع الطمث. وفيما يتعلق بحبوب منع الحمل التي تعد مركبات هرمونية، يؤكد البعض من أهل الاختصاص أنها تزيد من الشهية للأكل، وتؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، إضافة إلى الراحة النفسية التي تحدثها جراء زوال القلق من إمكانية حدوث الحمل، وتشير بعض الدراسات أيضا إلى أن حبوب منع الحمل تسبب زيادة في الوزن، ولكنها زيادة خفيفة جدا. وعلى خلاف من يؤكدون وجود علاقة بين الزواج والبدانة ينفي بعض الأطباء ذلك على اعتبار أن ذلك من المعتقدات الخاطئة، لأن ما يحدث بعد الزواج بالضبط هو اختلاف توزيع الدهون في جسم المرأة وليس الزيادة فيها، ويرى الأطباء بصفة عامة أن التغذية السليمة، الرضاعة الطبيعية وممارسة الرياضة من أحسن الطرق للتخلص من البدانة.