استشهد أمس فتى فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة رفح جنوب شرقي قطاع غزة، حسب ما أكد مسؤول طبي فلسطيني، وذلك خلال قصف إسرائيلي على شمال القطاع. وأوضح مدير الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة الفلسطينية أن الطواقم الطبية نسقت مع الصليب الأحمر من أجل الوصول إلى جثمان الشهيد محمد زيد إسماعيل الفرماوي ونقله إلى المستشفى أعلنت كتائب الشهيد جهاد جبريل الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أمس أن إحدى مجموعاتها نجت من قصف إسرائيلي استهدفها في شمال قطاع غزة ليلة أول أمس. وذكر بيان صحفي للكتائب أن قوات الاحتلال استهدفت المجموعة بصاروخ أرض - أرض أثناء مهمة كانت تؤديها خلف مدرسة عمر بن الخطاب شمال بلدة بيت لاهيا شمال غربي قطاع غزة، إلا أن أفراد المجموعة نجوا من القصف، وتعهد البيان بألا تمر جرائم الاحتلال الإسرائيلي بدون عقاب. وقالت فصائل المقاومة الفلسطينية إن تهديدات قادة الاحتلال الإسرائيلي بالرجوع إلى تنفيذ عمليات الاغتيال بحق قادة المقاومة في غزة مسألة بالغة الخطورة وتعطي إشارة خضراء للمقاومة بتصعيد العمليات الفدائية ضد مواقع الاحتلال المختلفة ولن تقف مكتوفة الأيدي حيال أي عملية اغتيال يتعرض لها قادة المقاومة. ويأتي القصف في وقت يحتفل فيه الشعب الفلسطيني ذكرى "يوم الأرض" الذي صادف نهار أمس، وهو اليوم الذي أعلن فيه تمسكه بأرض آبائه وأجداده وحقه في الدفاع عنها، وهو الحق الذي لا زالت قوى الاحتلال متمادية في إنكاره ماضية قدما في سياستها الممنهجة لمصادرة وتهويد الأرض الفلسطينية. وأفادت مصادر طبية في هذا الشأن أن حوالي فلسطينيا على الأقل أصيبوا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي اعتدى على مسيرات سليمة نظمت بمناسبة الذكرى ال34 ل"يوم الأرض" في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مشيرة إلى أنهم أصيبوا جراء إطلاق النار بعد أن فتح جنود الاحتلال المتمركزين على حدود قطاع غزة مع إسرائيل نيران أسلحتهم صوب الفلسطينيين الذين انتظموا في مسيرة منددة بالاحتلال وسرقة الأرض وتحديدا المنطقة التي صادرها الاحتلال لبناء ما يسمى بالحزام الأمني. وقال محمود الزق رئيس الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني الإسرائيلي في قطاع غزة "نؤكد في يوم الأرض أننا مصممون على النضال من أجل استرداد الأرض، فالأرض لنا هي الحياة". مضيفا أن "إطلاق النار على المشاركين في التظاهرات لن يرهبنا". ودعا الفصائل الفلسطينية لتفعيل الدور الجماهيري في النضال الوطني وإشراك قطاعات وفئات المجتمع لمقاومة الحزام الأمني. وتعد ذكرى يوم الأرض رمزا من رموز صمود الشعب الفلسطيني ومعلما بارزا في تاريخه النضالي باعتباره اليوم الذي خرج فيه لمواجهة الاحتلال والتأكيد على تمسكه بأرض أسلافه وتشبثه بهويته الوطنية والقومية وحقه في الدفاع عن وجوده. وقد طالبت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية في هذه الذكرى المجتمع الدولي "بالتدخل العاجل والملزم لإسرائيل لإجبارها على وضع حد لممارساتها العنصرية بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته". وتعود ذكرى يوم الأرض إلى ال30 من مارس عام 1976 عندما قررت السلطات الإسرائيلية مصادرة أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل لتنفيذ مخطط "تطوير الجليل" الذي هدف آنذاك إلى تحقيق سيطرة ديمغرافية يهودية في هذه المنطقة التي يمثل العرب 70 بالمائة من سكانها. وأعقب هذا القرار انتفاضة جماهيرية فلسطينية ممن يحملون الجنسية الإسرائيلية أو يسمون "فلسطينيو الداخل" أو "عرب 1948" لإفشال المخطط تم من خلالها تأسيس لجنة الدفاع عن الأراضي في أوت 1976 ثم عقد مؤتمر شعبي كبير في مدينة الناصرة في 18 أكتوبر من العام نفسه لهذا الغرض.