تمكنت أمس قوات الجيش الوطني الشعبي من اقتحام معاقل ومخابئ الجماعات الإرهابية المسلحة المنتشرة عبر السلسة الجبلية لأدغال أدكار وأكفادو المتاخمة لبجاية، وصولا إلى الجهة الشرقية لولاية تيزي وزو بمنطقة إيعكوران، مرورا عبر الطريق الوطني رقم 12. وتأتي بعد العملية الإرهابية التي أودت بحياة 7 أعوان أمن مكلفين بحراسة عمال أتراك بإحدى الشركات الخاصة في الكهرباء مساء أول أمس في حدود الساعة الرابعة والربع، إلى جانب وفاة عسكري، في حين تمكن عونا حراسة من الفرار بعد اشتباك مسلح دام قرابة نصف ساعة بين الطرفين بالمكان المسمى بوغيد، ببلدية تيفرا ببجاية، قبل أن يفر منفذو هذه الجريمة إلى أدغال إيعكوران وبحوزتهم أربعة أسلحة ملك لأعوان الحراسة، ينحدر أربعة منهم من شميني، وثلاثة آخرون من أكفادو ببجاية. وحسب ما علمته “الفجر” من مصادر أمنية محلية، فإن عمليات التمشيط الجديدة هذه، التي جند لها طاقم عسكري ضخم من بجاية والمناطق المجاورة لها، والتي استعملت فيها مختلف الأسلحة الحربية، من مروحيات عسكرية، إلى جانب فرق من المشاة وأخرى مختصة في تفكيك الألغام، وصفت بالهامة، ومكنت إلى غاية أمس ذات المصالح في حصيلة أولية من القضاء على أربعة إرهابيين، اثنين منهم كانوا بزي أفغاني ملتحين خلال مداهمة مفاجئة لمعاقلهم، متبوعة بقصف جوي مكثف، مع استرجاع مواد غذائية وأفرشة، إلى جانب قارورات لغاز البوتان ومولدات كهربائية بإحدى المعاقل التي يتجاوز طولها الكيلومترين بين مرتفعات اكفادوا وياكوران، إلى جانب تدمير 4 كازمات أخرى عن طريق القصف الجوي، الذي تواصل إلى غاية أمس. ولعل أهم محصلة للعملية، هي إحباط مخطط لتمرير الأسلحة والذخيرة من نوع “تي أن تي” التي كان قد خبأها أتباع دروكدال منذ أزيد من ثلاثة أشهر بإحدى الكازمات بمرتفعات بجاية، والذين حاولوا مساء أول أمس تمريرها من معاقل أكفادوا ببجاية الى مرتفعات ياكوران من طرف جماعة إرهابية يصل عددها إلى حوالي 15 مسلحا، بحوزتهم رشاشات من نوع كلاشينكوف، من بينهم أميران من كتيبة الفاروق المختصة في جمع الأموال بمنطقة القبائل، وآخر من كتيبة الأرقم الناشطة ببومرداس، والتي امتد نشاطها مؤخرا إلى الجهة الشرقية لتيزي وزو، سعيا منهم لإعادة تنظيم سرايا وكتائب التنظيم في ظل القضاء على أبرز مسؤليه خلال العمليات العسكرية الأخيرة مع تسليم آخرين لأنفسهم لمصالح الأمن في ظل الحصار المفروض عليهم من طرف قوات الأمن المشتركة. وفي سياق مماثل أوردت مصادر موثوقة عن شروع مصالح الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب في حملة بحث عن شبكتين مختصين في تقديم الدعم اللوجستيكي للجماعات الإرهابية النشطة بين بجاية وتيزي وزو، والمشكلة من 12 عنصرا، أغلبهم شباب، إلى جانب إدراجها لمخطط خاص سينطلق خلال اليومين المقبلين في مداهمات مفاجئة للعديد من المناطق والقرى النائية المشبوهة، لاسيما الواقعة على طول الطريق الوطني رقم 12 الرابط ياكوران باكفادوا، وصولا إلى إدكار، وهذا بعد ورود معلومات تفيد بدخول جماعة مشبوهة إلى المنطقة خلال الأيام الأخيرة، والتي يقوم أفرادها بمراقبة تحركات مصالح الأمن وتقديم المؤونة والمواد الغذائية للإرهابيين القابعين بين تيزي وزو وبجاية، والتي تمت محاصرتها إلى غاية أمس من طرف فرق مختصة، التي كثفت بدروها الحواجز الأمنية ودوريات المراقبة والتفتيش.