لا يعرف سكان تندوف من مظاهر الربيع إلا ما تسعى جمعية “أم الطوابع” القيام به لخلق لحظات من المتعة، ولو كانت تحت ظلال الخيام، بضواحي بلدية أم العسل، التي ما تزال طبيعتها وجغرافيتها لا توحي بأي منظر يتلاءم والربيع ماعدا صحراء قاحلة وبعضا من شجر الطلح الذي يقضي الرعاة تحت ظله أحيانا القيلولة. ويعرف فصل الربيع في تندوف ب “تيفسكي”، وهو مناخ معتدل لا بارد ولا حار، وبشيء من الخضرة والأعشاب، غير أن تلك المظاهر غائبة عن صحراء تندوف نتيجة الجفاف والتصحر. وهروبا من حرارة المدينة، يتجه معظم السكان إلى منطقة لكرارة، وهي محيط فلاحي يبلغ 40 كلم، يعيد للروح نضرتها لما يمتاز به من اخضرار جاء بفضل ترويض الأرض، في انتظار انتهاء الأشغال من حديقة واد مهية التي تبعد ب 60 كلم وتمثل منتجعا سياحيا وترفيهيا في المستقبل سيخفف عن السكان عبء البحث عن أماكن التسلية والترفيه خارج المدينة.
كما يجعل سكان أم العسل من أودية المنطقة مستقرا لهم خلال فترة الربيع رفقة ماشيتهم، لاجترار ما تبقى من أعشاب إثر الأمطار التي عرفتها المنطقة في الأشهر الماضية. وتحتفل، سنويا، جمعية أم الطوابع في بلدية أم العسل بتظاهرة الربيع المعروف ب”تيفسكي” من خلال نصب الخيام في أماكن كانت مزهوة في الماضي، والهدف من اختيار تلك الأماكن هو ربط الناس بماضيهم واسترجاع أشياء جميلة من ذاكرة المجتمع. ويتم خلال تيفسكي نحر الإبل وإطعام الناس، والمراد منه الصدقة وإحياء مآثر الأجداد، لاسيما في تلك المنطقة التي كانت في السابق خضراء تنعم بالحياة. بينما يفضل البعض الآخر الاحتفال ب”تيفسكي” من خلال قضاء وقت عائلي في الساحة العمومية بحي النصر، والتي تمثل فضاء للإستمتاع بالورود وجمالها، وآخرون يفضلون التنعم بأشجار المشتلة بواد الزز.. كلها مظاهر للربيع الذي يبقى بدون أزهار في طبيعة سكنها الجفاف مند سنوات.